بيروت ـ ننا
رعى راعي أبرشية جبيل المارونية المطران ميشال عون احتفال توقيع كتاب وثائق البطريرك الحويك السياسية من اعداد الباحث الخوري اسطفان ابراهيم الخوري الذي نظمه المركز الماروني للتوثيق والابحاث في قاعة البطريرك الحويك في مدرسة مار يوسف - جبيل لراهبات العائلة المقدسة المارونيات، حضرته وزيرة المهجرين أليس شبطيني، النائب الدكتور وليد خوري، النائبة السابقة مهى الخوري أسعد، النائب السابق شامل موزايا، منسق الامانة العامة لقوى 14اذار الدكتور فارس سعيد، آمر فصيلة جبيل النقيب كارلوس الحاماتي ممثلا قائد الدرك العميد الياس سعادة، قاضي الحكومة لدى المحكمة العسكرية صقر صقر، قائمقام جبيل نجوى سويدان فرح، رئيس بلدية جبيل زياد الحواط، الاباتي أنطوان خليفة، الشيخ غسان اللقيس، الامين العام لحزب الكتلة الوطنية الدكتور وديع أبي شبل، رئيس اقليم جبيل الكتائبي المهندس روكز زغيب، منسق قضاء جبيل في "التيار الوطني الحر" طوني أبي يونس، مفوض قضاء جبيل في حزب الوطنيين الاحرار ميشال طربية، رئيس جمعية "انج" المحامي اسكندر جبران، المسؤول الاعلامي في أبرشية جبيل المارونية الاب أنطوان عطاالله وحشد من الهيئات التعليمية والثقافية والاعلامية ورجال دين وراهبات وأنسباء البطريرك الحويك واصدقائه. استهل الاحتفال بالنشيد الوطني وكلمة لوليم مراد، وكانت مداخلات عن الكتاب لكل من رئيس مجلس إدارة المركز الماروني المطران سمير مظلوم الذي أشار الى أن "كتاب "وثائق البطريرك الحويك الساسية " يضع في متناول القراء والباحثين عشرات الوثائق الهامة جدا والمتعلقة بحقبة نهاية الامبراطورية العثمانية ونظام المتصرفية في جبل لبنان، ونشوء لبنان الكبير"، داعيا "جميع المهتمين بالتاريخ والسياسة والباحثين الانكباب على دراسة هذه الوثائق والتعمق بها في ضوء ما تحمله من حقائق ومعطيات موضوعية. أليس من واجب الباحثين والعلماء إظهار الحقيقة والدفاع عنها". من جهته أعلن المؤلف أن "الكتاب أبرز فكر البطريركية المارونية والدور الذي لعبته في الشؤون السياسية والوطنية من خلال شخص البطريرك الياس بطرس الحويك، وأن الموارنة حموا الطوائف الاخرى التي لجأت إلى لبنان حمى العدل والحق وأنهم عاشوا في سلام مع من احترموا حياتهم وحقوقهم ومعهم حققوا الوحدة الوطنية التي اعتبروها وديعة ثمينة", وقال: "للبنان ميزة ذات نتائج كبيرة وتنم عن تطور عميق والتي الاولى في الشرق تحل الوطنية السياسية محل الوطنية الدينية،وبسبب هذا يمتلك لبنان وجها خاصا وشخصية يتمسك بالمحافظة عليها. لم نعش لذاتنا بل لخدمة الكنيسة وخدمة الوطن ولنا الرجاء ألا يحرمنا تعالى من الحصول على الوطن الحقيقي الثابت وهناك لا نتحول عن حب هذا الوطن وعن مواصلة طلب البركات له، ونشكر البطريرك الحويك الذي بفضل مساعيه ننعم اليوم بوطن وهوية". وشدد المطران عون على "أهمية الكتاب في هذه الايام التي نشهد فيها صراعا حول هوية لبنان التي شوهت أخيرا في صراع المحاور والتجاذبات الاقليمية والدولية, وكأن لبنان الرسالة الذي أرسى أساساته البطريرك الحويك عندما ينطق بلسان مسيحييه ومسلميه أصبح ضربا من الخيال أو بات من المستحيلات أمام المصالح الشخصية التي تهدد الاوطان"، وقال: "ان الثوابت التي انطلق منها ليطالب بلبنان الكبير ترتكز أساسا على إيمان الموارنة وروحانيتهم هم الذين سكنوا في لبنان لا من حيث هو أرض أو دولة أو وطن أو قومية، بل من حيث هو أولا مساحة حرية وفي ارض هذا الوطن كانت الهوية المارونية مكونا أساسيا من الهوية اللبنانية التي تجمع هويات كل الجماعات الدينية في ميثاق الحياة المشتركة، هذا ما اراده البطريرك الحويك، وما أعطى لبنان ميزته وجعل منه استثناء في العالم العربي، بقيام نظام يحترم الكرامة البشرية ويتيح ممارسة الحريات الاساسية الشخصية منها والجماعة". وتابع: "ان القراءة التاريخية الايمانية لوثائق البطريرك الحويك تظهر الدور الذي لعبه كبطريرك ماروني في إرساء ثوابت العيش المشترك في لبنان، وفي التأكيد عليه كخيار لا رجوع عنه يعطي الكنيسة بعد الانفتاح والشهادة للقيم الانجيلية. ان النموذج الشراكي المسيحي الاسلامي في قيام دولة لبنان الكبير الذي عمل من أجله البطريرك الحويك أحدث تحولا تاريخيا للعلاقة المسيحية الاسلامية في المطلق، فقد نقلها من التوتر وعدم التكافؤ إلى التوافق والمساواة، وكان للكنيسة المارونية دور حاسم في إرساء هذا النموذج". ولفت الى أن "الجماعة المارونية وعت منذ بدايات وجودها على أرض لبنان أنها لا تستطيع أن تكون كنيسة المسيح إلا بعيش الشركة بين أبنائها، ومشاركة الجماعات الاخرى مصيرها بمد يدها إليها، لتبني معها قومية مشتركة دون الانزلاق الى التقوقع. كان بوسعها أن تنشىء لها وطنا قوميا فلم يشأ البطريرك الحويك السير في هذا السبيل لانه يعرف بحدس باطني عميق أن رسالة المارونية أوسع من أن تحصر في محدودية القوميات، فهي منذ نشأتها حركة مناهضة لكل ما من شأنه أن يحتجز إرادة الانطلاق في مسعى الحرية الانسانية". وشدد على أن "المارونية لم تشأ يوما الانعزال عن بقية الجماعات ولا أرادت لذاتها دولة عنصرية، بل ناضلت لاجل العيش الواحد المشترك، فتوزع الموارنة في لبنان من أقصى شماله إلى أقصى جنوبه، وكانوا دائما عنصرا جامعا لكافة مكونات المجتمع اللبناني، وبالرغم من أن هذا العيش المشترك لم يسلم دائما من شر الفتنة والتعصب والاحقاد وعانى الكثير من الجراح، إلا أن الارادة الاولى بالحفاظ على لبنان وطنا نهائيا بمسيحييه ومسلميه تبقى الشعلة التي تقوي فينا العزم على تدعيم العيش الواحد بروح الشراكة الاخوية". وختم: "هذه القناعة التي ألهمت البطريرك الحويك في رؤيته السياسية والوطنية وهي أن نعيش في لبنان وفي هذا المشرق العربي، مع إخوان لنا مسلمين وأن نعمل ليكون حضورنا نوعيا،أي حضورا شاهدا للمحبة التي تبني الانسان والمجتمعات والاوطان، وأن نناضل بوحدتنا وتضامننا لتثبيت دور لبنان الريادي في العيش المشترك بروح الحرية والمساواة والعدالة". وكانت مداخلتان عن الكتاب للمدير العام للمركز الماروني الخورأسقف سعيد الياس سعيد ومساعدة طالب دعوى تطويب البطريرك الحويك الاخت ماري أنطوانيت سعادة، وعرض فيلم وثائقي عن البطريرك الحويك من اعداد الاعلامي ماجد بو هدير. ويتضمن الكتاب عرضا للوضع السياسي آنذاك ومجرياته وخلفياته ونشرا ل 99 وثيقة صادرة عن البطريرك الحويك مختارة من ملفاته المصنفة سياسية في أرشيف البطريركية المارونية في بكركي وفق تسلسها التاريخي، والبعض منها ينشر للمرة الاولى ولائحة بالوثائق وفق مواضيعها تتضمن أبرز المعلومات المندرجة فيها، وملحقا يتضمن وثائق مرتبطة بنضال الحويك أو ناتجة منه وجدولا بأعلام الاشخاص، ويكشف العمل تحرك البطريركية المارونية في اتجاه إعادة تكوين لبنان الكبير الطبيعي والتاريخي حرا سيدا مستقلا.