الدوحة - قنا
تنطلق بالمؤسسة العامة للحي الثقافي (كتارا) السبت القادم فعاليات مهرجان (حلال هل قطر ) السنوي الثالث والخاص بتربية الأغنام (الماعز والضأن)، ويستمر حتى نهاية شهر مارس الجاري. ويهدف هذا المهرجان إلى التعريف بالعادات والتقاليد المستمدة من مفردات الحياة القطرية في الماضي، و يعكس رؤية عميقة لمفهوم الهوية والتراث القطري، كما يعد المهرجان من الفعاليات المتميزة على مستوى دولة قطر ومنطقة الخليج العربي، لتجسيده صورة حية وناصعة من الفلكلور تحاكي التراث الخليجي الأصيل وتعزز الإرث العريق في نفوس الأجيال الجديدة، ليبقوا على اتصال دائم بماضيهم وأصالتهم. من جانبه، قال الدكتور خالد إبراهيم السليطي المدير العام للمؤسسة العامة للحي الثقافي (كتارا):" إن إطلاق مهرجان (حلال هل قطر) يأتي في إطار اهتمام الدولة بإحياء التراث وحرصها على المحافظة على إرث الآباء والأجداد ليكون حلقة تواصل وترابط بين الأجيال المتعاقبة، ويبقى النبراس المضيء الذي يقتدي به جميع الأبناء والأحفاد للحفاظ على تراثنا والتمسك بهويتنا العربية والإسلامية، متوقعاً أن تشهد النسخة الثالثة من المهرجان زيارات مكثفة تنسجم مع السمعة والمكانة المرموقة التي وصل إليها المهرجان في دورتيه السابقتين، مشيرا إلى أن ( حلال هل قطر) جاء هذا العام متميزاً بتجدده وتطوره، بالإضافة الى حسن تنظيمه ودقة تصاميمه ومقدرتها على استيعاب الجمهور، بحيث يتمكن الزائر من مشاهدة فعالياته من جميع الأمكنة ومختلف الزوايا. وأكد السليطي أن فعاليات المهرجان المتنوعة والأنشطة الثقافية والفنية المصاحبة والهادفة سوف تجذب وتستقطب أعدادا كبيرة من جميع الفئات، وخاصة طلاب المدارس، حيث تسعى (كتارا) لإيجاد جيل جديد يهتم بهذا النوع من الموروث الشعبي ويكون أميناً على تراث الأجداد، لافتا إلى حجم المشاركة الخليجية الكبيرة في النسخة الثالثة من المهرجان، مقارنة بالأعوام السابقة، مضيفا أن الموروث الشعبي يلعب دوراً كبيراً في تعزيز العلاقات بين الشعوب الخليجية، لاسيما وأن هذه الشعوب ترتكز على أسس اجتماعية متشابهة ، وتشترك بمقومات ثقافية واحدة، استمدت أصالتها وعراقتها من تراث عربي إسلامي اجتماعي واحد. بدوره، قال السيد محمد الخليفي رئيس اللجنة التنظيمية لمهرجان (حلال هل قطر) :" إن نسخة هذا العام تحتوي على اضافات مهمة في انتاج الحلال، وهذا ما كنا نطمح إليه عند إعدادنا للفعاليات الرئيسية (المزاين ، المزاد ، عرض العزب)، متوقعا أن تشهد هذه الفعاليات حضوراً لافتاً من قبل أبناء دول مجلس التعاون الخليجي، منوهاً بأن تصاميم المباني والأجنحة تتميز هذا العام بالتجديد والابتكار، حيث استوحيت جميعها من روح العمارة القطرية لتقدم للزائر لوحة تراثية رائعة، نابضة بالحياة والعراقة. وأشار الخليفي إلى أن مهرجان العام يولي اهتماماً خاصاً بالحرف اليدوية المستمدة من منتجات تربية الحلال والماشية، حيث يتم التركيز وإبراز تقاليد الأسر القطرية المنتجة في استغلال منتجات الماشية، مثل صناعة الألبان والأجبان ، والصوف وطريقة جزه، وتصنيعه، بالإضافة الى زراعة الأعلاف، وذلك لإيصال رسالة تعليمية وتربوية هادفة مفادها أن هذا الموروث الشعبي الأصيل، بمختلف مساراته التي تتعلق بتربية والحيوان والزراعة وتصنيع منتجات الحلال، ما هو الإ دورة حياتية متكاملة، تسهم في رسم صورة مشرقة وجذابة لماضينا الجميل تزخر بقيم العطاء والأصالة. وفي سياق متصل، أشاد السيد عيسى خليفة طوار الكواري أحد أشهر مقتني "الحلال" بإطلاق (كتارا) لمهرجان (حلال هل قطر) موضحاً أن المهرجان يجسد التراث القطري ويحافظ عليه ويعزز الموروث الشعبي والهوية الوطنية في نفوس الأجيال، معرباً عن سعادته بالتسهيلات التي تمنحها إدارة المهرجان للمشاركين والجهود التي تبذلها في تجدده وتطوره وإظهاره بالشكل الرائع ليحتل المكانة المرموقة التي يستحقها، وقال السيد الكواري الذي يعتبر من المشاركين الأوائل في مهرجان (حلال قطر ) ويقوم دائما بما يمتلكه من أفكار ومقترحات بإثراء المهرجان التراثي الفريد، :" إنه يمتلك أصنافاً مميزة من الحلال القطري، ودائم التجوال والسفر الى الدول المجاورة، للبحث عن الأصايل منها، والتحري عن جودتها الفائقة، لاقتناء أفضل أنواع الماشية والضأن، مهما ارتفع ثمنها، مشيراً الى أنه يمتلك ماعز العوارض الذي يعد من أفخر فئات الفحول وأفضلها. وأكد الكواري الذي حصل خلال مشاركته في النسختين السابقتين من مهرجان حلال هل قطر على مراكز متقدمة ، إذ نال المركزين الأول والثاني في انتاج العوارض والرابع في الجمل والانتاج، أن مهرجان (حلال هل قطر) يعد من أكبر المهرجانات التراثية في المنطقة، حيث لا تقتصر المشاركة فيه على القطريين فقط، بل تتعدى ذلك لتشمل جميع المواطنين في دول مجلس التعاون الخليجي، ولاستقطابه جميع المهتمين وأهم أصحاب الحلال في قطر والمنطقة.