بيروت - أ.ف.ب
تنطلق في 12 تشرين الثاني/ نوفمبر الحالي الدورة الثانية من "مهرجان السينما الدولي الثقافة تقاوم" في خمس مدن لبنانية منها طرابلس التي تشهد وضعا امنيا غير مستقر، فاتحة نافذة ثقافية لسكان هذه المدن بمشاهدة نحو 40 فيلما قديما وجديدا تركز في معظمها على الحروب وانعكاساتها والعنصرية والطائفية والعلاقات الانسانية.
والمهرجان الذي رأى النور العام الفائت في طرابلس وبيروت بمبادرة من المخرجة والناشطة السينمائية اللبنانية جوسلين صعب، يوسع هذه السنة حدود انتشاره ليشمل كذلك صيدا وصور جنوبا وزحلة شرقا، علما ان هذه المدن نادرا ما تشهد هذا النوع من النشاطات الثقافية.
وتقول صعب في كلمتها على موقع المهرجان الالكتروني للمهرجان انه "يدعو الى التفكير في مواضيع لا تحدد زمنيا، في التاريخ والفن والمرأة والشباب، وهدفه ان يجمع اللبنانيين عبر السينما بعيدا من الخلافات الطائفية ". وتتابع ان "هذا المهرجان ليس فقط مهرجانا يعنى بعرض الافلام، بل هو حركة التزام بالنضال لمستقبل موحد".
ويفتتح المهرجان بفيلم "ناغيما" لزانا ايسابايافا من كازاخستان، ويروي قصة فتاتين يتيمتين تواجهان مصاعب الحياة، في اجواء مؤثرة من الحب والحقد، ويختتم في 17 من الشهر الحالي بعرض فيلم الماني صامت من العام 1925 عنوانه "اضواء من اسيا" سيرافق عرضه عزف حي و يتناول سيرة بوذا.
وتضم المسابقة الرسمية المقسمة الى وثائقية وروائية افلاما من انتاج العامين 2013 و2014.
ويوجه المهرجان تحية الى المخرج ومصور الفيديو السوري شعب محمود الذي قتل قبل اشهر في سوريا، بعرض مجموعة من افلامه.
وتحاكي الافلام المعروضة في الدورة الثانية قضايا سياسية واجتماعية وهي من ايران والهند والصين واليابان وسنغافورة وفيتنام وكوريا الجنوبية وكازاخستان والجزائر وتونس وفلسطين وفرنسا واسبانيا وتركيا.
ومن الافلام المدرجة في البرنامج، فيلم فرنسي لفيليب غرانديو عن الياباني ماساو اداشي الذي كان فردا في الجيش الاحمر الياباني وبدأ في السبعينات يصور افلاما في بيروت.
واللافت فيلم وثائقي الماني الانتاج عنوانه " فيديو كارتوغرافيا: عايدة فلسطين" يستعيد صراع سكان مخيم عايدة في بيت لحم مع الاحتلال من خلال خرائط رسموها عن البيئة التي يعيشون فيها .
اما فيلم "لا فوز دورميدا " للاسباني بنيتو زامبرانو فيتناول قصة سجينة حامل حكم عليها بالاعدام بعدما شاركت في حركة احتجاجية ضد الجنرال فرانكو. وعن نضال النساء ايضا فيلم فيتنامي من منتصف الثمانينات عن ارملة تعتني بابنها ووالد زوجها المريض وتخفي عنهما مقتل زوجها في احد المعارك.
وتصور المخرجة الجزائرية ناريمان ماري بن عمار في فيلم " لوبيا حمرا" مجموعة من الشبان الذين تنقلب حياتهم فجأة ويذهبون الى الحرب. وفي اجواء الحرب ايضا يروي المخرج الجزائري طارق تقية الصراعات الطائفية في العالم العربي في "ثورة الزنج".
وفي"سبع ارواح" لليليا بليز وامين بوفايد نظرة الى المجتمع التونسي بعد الربيع العربي وتنحي الرئيس زين العابدين بن علي والجدل الذي اثارته شخصيته.
أما فيلم "قصص" الروائي للمخرجة الايرانية راكشان بني اعتماد التي منعت من العمل خلال ثمانية اعوام، فيسلط الضوء على المجتمع الايراني، وهو من بطولة الممثلة فاطمة مرتضى.
وفي الشريط الوثائقي لباني كوشندي "الاكثرية الصامتة تتكلم"، نظرة الى الانتخابات الايرانية التي أجريت في حزيران/يونيو 2009 وادت الى تظاهرات ومواجهات عنيفة خلفت عشرات القتلى.
ومن الافلام الاجتماعية البارزة فيلم "ايلو ايلو" الذي شاهده 30 مليون شخص في العالم للسنغافوري انتوني تشن، وهو قصة عائلة تنقلب حياتها بعد قدوم مدبرة منزل فيليبينية اليها.
وضمن زاوية "ولادة جديدة في العشرين"، يعرض المهرجان فيلم "خلص" من العام 2007 للمخرج اللبناني برهان علويه عن صحافي ومخرجة افلام وثائقية خلال الحرب الاهلية يشعران انهما مهمشان ويجمعهما الحب، و"كان يا ما كان بيروت" لجوسلين صعب من انتاج 1996 عن ياسمين وليلى اللتين ترعرعتا في الحرب وتتعرفان على بيروت من خلال افلام هاوي سينما.
كذلك يعرض في المهرجان "شتي يادني" لبهيج حجيج عن اسير لبناني حرر بعد عشرين عاما من السجن ويحاول ان يتأقلم مجددا مع عائلته .