عمان ـ بترا
نظم منتدى الفحيص الثقافي مساء أمس في قاعة النادي الارثوذكسي ندوة بعنوان (القضية الفلسطينية بعد حرب غزة الثالثة)، شارك فيها عميد كلية الدراسات الدولية في الجامعة الاردنية الدكتور محمد مصالحة والباحث والكاتب حسني عايش .
وقال مصالحة ان “ما بعد الحرب على غزة ” أحدث تطورات عديدة أهمها أنها أعادت حماس والجهاد الإسلامي إلى الواجهة السياسية الإقليمية والدولية، متوقعا عودة العلاقات بين حماس ومصر، وإستثمار حماس لنتائج الحرب في إعادة بناء منظمة التحرير الفلسطينية ، وفتح معبر رفح وتحقيق إنجاز فلسطيني في عملية التفاوض يوازي حجم التضحيات الإنسانية وتحويل الأداء العسكري إلى إنجاز سياسي.
واضاف ان إسرائيل تريد وقف إطلاق الصواريخ وبناء الأنفاق ونزع سلاح غزة ؛ وهذا لا يتم بدون مقابل سياسي تدفعه للجانب الفلسطيني معتبرا عملية التفاوض الحالية بين الفلسطينيين والإسرائيليين من نمط التفاوض “الإستراتيجي” الذي يتعلق بإهداف كبيرة لكل طرف، كما انها تتجاوز هدف “التهدئة” إلى المطالبة بحماية دولية للشعب الفلسطيني ورفع الحصار الشامل المفروض على غزة وحلّ الملفات العالقة في المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية.
ورأى مصالحة ان خصائص المرحلة التفاوضية تحدّدها طبيعة الإرادة الصلبة لدى المفاوض الفلسطيني وحجم الدعم المقدّم له وإستمراره وكيفية إستثماره لتحقيق اهداف واقعية إضافة لفعالية الموقف الدولي ومدى الإنسجام بين القوى الدولية المؤثرة في الأمم المتحدة .
من جانبه أكّد عايش ان أهم النتائج السياسية أو ما أسماها بـ”الإنجازات” للعدوان الإسرائيلي على الفلسطينيين في غزة إستعادة حضور القضية الفلسطينية وعودة الوعي بها بعد ان غيّبت إتفاقيات أوسلو هذه القضية عن المسرحين الإقليمي والدولي مشيرا الى انها وحدت الموقف الفلسطيني كما أعادت الروح إلى الشعوب العربية وأبرزت فشل إسرائيل في نزع سلاح المقاومة وتعطيل إنتاجها للاسلحة.
وقال عايش “سيسجل التاريخ مهما كانت النتائج بأن قطاع غزة الصغير والمحروم والمحاصر براً وبحراً وجواً قد تمكن تحت ضغط الحاجة وقوة الإرادة ونزعة البقاء من تطوير أسلحة صاروخية ومراكمتها وحفر أنفاق والصمود أمام العدو بأكثر مما فعلت الحكومات العربية مع العدو، على الرغم من التدمير والقتل الواسعين اللذين مارستهما إسرائيل.
وأضاف “ان هذا الصمود الاسطوري يثبت للفلسطيني والعربي أنه بالإمكان تحقيق الإنتصار على دولة العدو عندما تصبح المعركة شاملة على كل الجبهات” مؤكدا ان رفع الحصار عن قطاع غزة ، وفتح المعابر بصورة دائمة وإطلاق سراح الأسرى والمعتقلين وفتح الطريق الآمن بين القطاع والضفة سوف يجعل التضحيات والخسائر مقبولة في نظر الغزيين وعموم الشعب الفلسطيني والشعوب العربية.
وقال عضو الهيئة الإدارية لمنتدى الفحيص الثقافي الدكتور سليمان صويص خلال إدارة الندوة ” بالرغم من ان هذا العدوان لم يتوقف بعد، إلاّ ان ذلك لا يمنع من إستخلاص النتائج منذ الآن، وتقييم ما جرى على القضية الفلسطينية مضيفا ان ما جرى كبير جداً ليس فقط على صعيد حجم الشهداء والجرحى والدمار والعمليات العسكرية، بل وأيضاً بنتائجه السياسية والعسكرية والإستراتيجية”.