أصدر الشاعر الكردي السوري الشاب دارا عبد الله عن دار «مسعى» في البحرين كتابه الأول الموسوم بعنوانٍ يثيرُ غريزة القارئ الحقيقيّ ويحرِّضهُ على القراءة «الوِحدَة تُدلِّلُ ضحاياها» الكتاب الذي أتى على شكل نصوص متقاربة المواضيع، الفقد المتواصل والقيح الموزَّع في أقبية السجون السوريَّة والوِحدَة صديقة المعتقل، الوِحدة كقاتلة رحيمة محترفة لضحاياها، اللافت في كتابة دارا عبد الله هي ابتعادها عن التقريريَّة التي اتسمت بها كتابات المعتقلين السابقين وهم يروون تجربة الاعتقال في سجون المخابرات السوريَّة، أتت لغة دارا مشذَّبة ومختصِرة للوجع في السجن. ومن ثمّ بعد الحرية التي مُنيَ بها باتَ ذاك السجن نقطة سوداء لا تُمحى من ذاكرته، اللافت أيضاً هي عناوين النصوص التي أتت مكثَّفَة ومعبِّرة عن جو النصّ قبل الشروع في القراءة «النرجسيَّة داءُ السجين» أو «الانتفاضة والكتابة» وغيرهما من العناوين التي توضِّح لنا إمكانيَّة التكهُّنِ اللذيذ لفحوى النصّ مُسبَقَاً. نصوص الكتاب تتأرجحُ بينَ صوغٍ شعريّ للحالة السوريَّة وبينَ نَثرٍ رقيق.