كتاب الإستعمار الإلكتروني

ترى الرحباني ان تطور بيئة الاتصال وظهور وسائل الاعلام الحديث ساعد على تغول الاستعمار الالكتروني بطريقة ملحوظة، الامر الذي ادى الى تشتت الاعلاميين والصحفيين في التعامل مع التقنيات الجديدة واخلاقياتها، وهو ما اوجد فجوة عميقة بين الرسالة الاعلامية مثلما ادى الى تشتيت الاذهان والعقول العربية وجعلها في حالة فراغ وضياع .

تعرّف المؤلفة مصطلح الاستعمار الالكتروني بانه استعمار فضائي للسيطرة على العقول والتأثير على الاتجاهات والرغبات والاعتقادات وانماط الحياة والاستهلاك والسلوك وذلك من خلال العولمة وثورة تكنولوجيا المعلومات مثلما يعني الهيمنة على ثقافات الشعوب .

يحتوي الكتاب على اربعة فصول توزعت عنها مجموعة العناوين التي تبحث في قضايا الاستعمار الالكتروني والاعلام الجديد وقوالبه المتنوعة في عصر العولمة.

تتناول تلك الفصول الاعلام الجديد بوصفه استعمارا بقوالب جديدة وله تاثير على العقول، وعاينت الاعلام التقليدي والاعلام الجديد من حيث موجات التغيير ومدى تاثير كل منهما على ما اصطلح على تسميته بالربيع العربي.

وركزت موضوعات الكتاب الصادر عن دار اسامة للنشر والتوزيع على خطورة الاستعمار الالكتروني على حياة وثقافات البشر والمرأة والنشء الجديد.

وكشفت المؤلفة التي تعمل مذيعة في اذاعة المملكة الاردنية الهاشمية، عن شبكات التواصل الاجتماعي (الفيسبوك) ومدى خطورتها ودورها في الحرب الاعلامية، وسلطت الضوء على هيمنة (لوبيات) سياسية واجتماعية واقتصادية احتكارية على خطاب الاعلام الحديث وتشويهه لواقع العرب والعديد من الثقافات الانسانية .

وتؤكد الرحباني انه لكي تقوم وسائل الاعلام العربية بالدور المناط بها في العملية الديمقراطية ومراقبة صحة مسارها يستوجب عليها التركيز على عملية التدريب بناء على فلسفة واخلاقيات وقيم اعلامية جديدة تنبثق عنها مفاهيم الحرية المسؤولة التي اكد عليها جلالة الملك عبد الله الثاني والحرفية والمصداقية وذلك عن طريق ايجاد معايير واضحة.