صدر حديثا عن معهد دراسات التنمية بمكتبة الإسكندرية والمعهد السويدي بالإسكندرية كتاب "دور الحركات العمالية في دعم الديمقراطية"، من إعداد الباحث ممدوح مبروك.
يأتي الكتاب ضمن مبادرة تهدف إلى تسليط الضوء على أحد مجالات التفاعل والحراك السياسي في أعقاب ثورة 25 يناير 2011م؛ وهو النقابات العمالية والديمقراطية.
وجاء اختيار هذا الموضوع نتيجة ملاحظة عامة أسداها كثير من الدارسين والخبراء مفادها أن هذا الملف هو الأقل تطرقا في أعقاب الثورة، وهناك تركيز أكثر على بناء المؤسسات السياسية للدولة، وهو أمر مفهوم، لكنه لا يجب أن يأتي على حساب دراسة سبل تمكين المجتمع المدني في بناء الديمقراطية، وهو يشكل مؤسسات وأوعية مجتمعية تحتضن مشاركة المواطنين، ومبادراتهم، وتبلور مصالحهم، وتحافظ على التعبير المتوازن عن الآراء والغايات والتطلعات.
يقدم الكتاب بعضا من تجليات العلاقة بين النقابات العمالية والديمقراطية من أوروبا إلى أمريكا اللاتينية إلى آسيا وصولا بالتجارب المتنوعة في الخبرة العربية، وينتهي بطرح أسئلة مفتاحية يمكن مواصلة البحث فيها.
وهو كتاب رقيق الحجم، قد لا يشفي غليل متخصص، لكنه بالتأكيد يفتح شهية مهتم ودارس ومتابع ومراقب لإيقاع واحدة من منظمات المجتمع المدني، وهي النقابات العمالية، وأداؤها الديمقراطي، وقدرتها على الإسهام في بناء الديمقراطية في مجتمعات متنوعة في ميراثها التاريخي، وخبراتها السياسية، وضوابطها الثقافية والمجتمعية.