نظمت دائرة المكتبة الوطنية مساء الاحد، امسية ادبية لمناقشة رواية (ضوضاء الريح) للأديب يوسف حمدان . وقال الناقد الدكتور حسين جمعة ان الرواية , وصف لذاتية الكاتب حمدان تتجسد فيها همومه واحوال الامة مضيفا انه شاعر رقيق دقيق في صوره الفنية , ومفرداته البسيطة , وحكاياته للأطفال , وتتجلى شخصيته المبدعة وابعاد اهتماماته الجمالية في كيفية اصطفائه لثيمة اعماله واسلوب تدشين مبناها وبلوغ مقاصدها واهدافها. وابرز الناقد جمعة اهم ملامح موهبة الاديب حمدان في التنوع بين الاشكال السردية حيث تبدو خصائصه الفنية في روايته القصيرة (ضوضاء الريح) التي شحذ فيها همته وعزيمته ليروي مأساة التهجير القسري للفلسطينيين من وطنهم من خلال منظور طفل كابد هذه المأساة فهزت وجدانه وشغلت عقله في طفولته المبكرة. وبين ان حمدان امتص ادق التفاصيل مخصبة بلسان عربي وقدرة حكائية عفوية تتصف ببساطة السرد وكثافة بناء المفردات المرتبط عضوياً بهذا التكثيف الصوري والسياقي المثير الذي ترجع حيويته الى كونه شاعراً غنائياً في الاحساس يستخدم الكلمة في تطابق صارم مع محمولاتها مما يستدرج فتنتها ويفضي الى دقة العبارة ووضوح المعنى ويفتتح سرديته بقصيدة يقول فيها كبر الطفل وساوره الكلام . ووصف المؤلف حمدان مسيرته مشيرا الى ان ذاكرة الطفل ظلت تحتفظ بعدد من المشاهد الحية التي تدمي القلوب وتنخر العقول مثل حرقته وحسرته على موت امه وهو ما زال صبياً محروماً من احد اسباب العيش ووالده يعاني الامرين في غربته وليس له معين . وبين ان ذاكرته ظلت عالقة بصورة بعض مجايليه ومعلميه الذين كان لهم اثر بالغ في تثقيفه واعداده لمواجهة الحياة وفي تنمية مواهبه وتوجيهها وشحنه بالعزم والارادة وتربية خياله ودفعة لامتلاك ناصية البيان العربي واللغة العربية. واوضح حمدان انه تمكن من تقديم لوحة حية متعددة الوجوه والالوان لمأساة التشرد الفلسطيني في مراحله الاولى، كما عملت على جلاء الوجع الساكن في اعماق الروح ببيان عربي بليغ واحساس رفيع وتأملات ذات قوه نافذة وتأثير عميق.