تحتل بورسعيد مكانة بارزة في قلوب المصريين وعقولهم، بعدما أكدت هذه المدينة الساحلية قدرتها الاستثنائية على الصمود في غير حرب، استهدفت مصر في العصر الحديث. هذا ما يؤكده مؤلفا كتاب "بورسعيد... شهادات الحب والحرب"، الروائيان زين عبد الهادي وحسين عبد الرحيم، والذي صدر مؤخرا ضمن سلسلة " إبداعات الثورة" التي تصدرها الهيئة المصرية العامة لقصور الثقافة. وهذا الكتاب لا يعتبر دفاعا عن بورسعيد التي أنهكتها يد الظلم مؤخرا، ولكن ايمانا بأنها المدينة التي دافعت عن حريتها وكرامتها وعن كرامة المصريين جميعا. فتهميش مكانة هذه المدينة الباسلة، أمر لا يمكن التغاضي عنه، فمكانتها ومكانة أهلها من العلامات البارزة في تاريخ مصر الحديث. وتعتبر بورسعيد ، بحسب التمهيد الذي تصدر الكتاب ، المدينة الأحدث في مصر، إذ بدأ تاريخها الفعلي مع بداية حفر قناة السويس في عام 1858، وقد عادت إلى الأضواء بقوة عقب مذبحة شهدها ملعبها بعد مباراة في كرة القدم في مطلع فبراير 2012 راح ضحيتها نحو 75 قتيلا، فباتت المدينة متهمة ظلما بأنها تحولت من "مدينة ثوار"، إلى "مدينة قتلة".