تنحاز رواية عروس عمان لمؤلفها فادي زغموت التي صدرت طبعتها الثانية الى هموم وتطلعات المرأة حيث تعطي مساحة لأربع نساء ورجل جميعهم نشأوا في العاصمة عمان . تسرد الرواية تفاصيل حياة تلك الشخصيات من منظور اجتماعي يحمل أبعادا عاطفية وانسانية واجتماعية وثقافية ، لتتقاطع حياتهم بأسلوبية الكاتب السردية المبتكرة في البوح والكشف عن مواقف مليئة بالعوائق والتحديات الصعبة التي تأسست على منظومة القيود والمواريث الاجتماعية ثم تتصاعد الاحداث في اشتغالات بديعة على الحبكة الدرامية وهي ترسم امام القارىء اطيافا من تلاوين الواقع في مجتمع مدينة مثل عمان . تحمل شخصيات الرواية نماذج لأفراد وجدوا أنفسهم خارج القوالب الاجتماعية المتعارف عليها ، يلعب فيها الكاتب على سيكولوجية هذه الشخصيات وكيفية تقاطع نظامها الأخلاقي مع واقعها وحاجاتها لمسايرة المنظومة الاجتماعية من جهة ومحاربتها والتحايل عليها من جهة أخرى . كما تطرح الرواية قضايا عديدة من منظور نسوي مثل الاشارة الى قضايا المساواة بين الجنسين وهوس المجتمع في مؤسسة الزواج واشكال العنف المجتمعي ومناقشة مسألة استقلالية المرأة وقدرتها على اختيار مصيرها رغم تلك التباينات الثقافية والفوارق الطبقية . تعبر الرواية عن مساحات من النادر ان اشتغلت عليها اقلام كتاب وكاتبات الرواية العربية بمثل هذا الوعي والحرص الطامح لبلوغ مستوى لائق من الجماليات في أساليب السرد الذي ينهض على سلاسة الحوارات والنأي عن الكليشيهات والتعقيدات اللغوية ، بالاضافة الى أن الرواية تمتلىء بمفردات وعناصر مستقاة من مخيلة خصبة تفيض بالصور النثرية العذبة التي تجعل من قراءة الرواية متعة وقيمة . يشار الى ان الكاتب زغموت ولد في عمان ويحمل شهادة الماجستير في الكتابة الإبداعية والتفكير النقدي من جامعة ساسكس في المملكة المتحدة , وبدأت رحلة الكتابة على مدونته على الانترنت واختير كأحد القادة الشباب للمشاركة في البرنامج الريادي للمركز الثقافي السويدي لدعم القادة الشباب المؤثرين في مجتمعاتهم.