صدر عن المطبعة الوطنية في مدينة مراكش ديوان "شيء لا يموت"، للشاعر عبد الله العلوي البلغيتي، الذي يجمع في سطوره عصارة أعماله، يلامس من خلالها منحى مائزًا في ميدان الشعر الغنائي. وافتتح الشاعر الديوان بتوسل أعقبه بالأمل، وهي منهجية تنم عن عمق المادة الشعرية الغنائية لديه، وعن فطنة الشاعر ووعيه بالمادة الشعرية الغنائية، وعن عقليته الفذة ونبوغه الطافح الذي ينهمر بالإبداع الشعري في حلة رائقة جديدة. وفي تلك القصائد ما يدهش المتلقي من غنائية هادئة، وعذوبة في الموسيقى لائقة، وسلاسة وتوازن في الإيقاع، بعيدًا عن كل تعقيد وعن المساحيق اللغوية، لأن الشاعر، ذو الأصول المراكشية، يؤسس لمواقف إنسانية، كخلاصة لعناصر فكره وشعوره ووجدانه، وكسمة مميزة للبنية الداخلية للقصائد، تشكل بين الحين والفين رؤية عميقة ممتدة في العوالم الجديدة، ببساطة في التركيب، وحوار مرتبط بالوزن والإيقاع. ويحدّد الشاعر عبد الله العلوي البلغيتي خطابه في هذا الديوان، ويبني الملفوظ في ضوء الخيارات الأسلوبية والجمالية، الّتي تحتمي بها ذاته في تنظيم دوال القصائد، وقيمها المهيمنة الخاصّة بإنتاج خطابه الشعري، وهو ما يحيل إلى اعتبار التجربة الجمالية تستند إلى الغنائيّة في شعره، وتسهم في تحديد مجالات النص في القصائد، بحيث تصبح الغنائية هي الوظيفة المهيمنة في شعر الشاعر، الذي يعتبر من أبرز الشعراء في المغرب،لاسيما المدينة الحمراء.