تُشارك 3 أعمال للروائي المصري مأمون المغازي في معرض القاهرة للكتاب في دورته الحالية 2014، منها رواية ( رامي مراد.. والغابات الكونية ) وهي رواية تستهدف الأطفال والناشئة، من إصدارات دار "ليليت" للنشر والتوزيع. ورامي مراد تمثل عملا فريدًا في حقل المنتج الروائي إذ تدخلنا إلى عالم إنساني يرتكز على ثقافة عربية أصيلة، وتوجه إنساني شمولي رافض للتمايز العرقي والديني، والمغازي في عمله هذا يتعاطى مع عالم الإعاقة ضمن مجتمع متكامل، فلا يعرض معاقا يشفق عليه الناس أو يحاولون مساعدته، وإنما رامي مراد، التلميذ بالصف الرابع يعد نموذجًا لكل طفل مجتهد في دراسته، وملتزم في مدرسته التي أنشأها نخبة من العلماء والمفكرين والمستثمرين في جزيرة صناعية تقوم على أسس علمية وفكرية، ولأن مدرسة ( عالم واحد ) تمثل تجربة تتحدى الواقع تتعرض لمحاولات شريرة. ورامي مراد التلميذ في هذه المدرسة نموذج يقدمه المؤلف لكل الأطفال والناشئة كونه المعاق الخارق الذي يمتاز بصفات فريدة لا تتوفر لغيره، وفي نفس الوقت هو لا يدرك ذلك، وحين أدركه لم يشغله هذا عن حياته بين أصدقائه وأسرته، بل إن وجود السمات الخارقة جعله أكثر احتياجا لزملائه وأساتذته ليتكون الفريق الكبير الذي كان رامي مركزه لاستثمار مواهبه في مواجهة الوحش والقضاء عليه. رواية رامي مراد تمثل تطورا في مجال الكتابة للأطفال في الساحة العربية، كما تعد التجربة المدهشة التي تعرض ذوي الإعاقة عاديين غير معزولين في مدارس أو مؤسسات خاصة، بل إنهم يقدمون المساعدة للجميع. ولغة الرواية سهلة مشوقة، والسرد فيها قادر على استغراق القارئ من الناشئة، فهي تعتمد أيضا على التصوير والوصف والتتبع، والمغامرات فيها ليست مجرد مغامرات وصراعات وإنما تقوم على أهداف عميقة، واستطاع المغازي أن يوجد فجوات محسوبة يملأها فكر وتفاعل القارئ وقد اعتمد في هذا على براعات التصوير السينمائي، وتقنية السيناريو والحوار والاسترجاع، والحركة، مما جعل الرواية صالحة لكافة أنواع النشر. ولا تقتصر الرواية على هذا بل توقفنا أمام أنفسنا بما تعرضه من مشكلات عالمية برؤية تلاميذ المدرسة على اختلاف أعمارهم حتى إتمام المراحل قبل الجامعية طارحين حلولهم، بل إنهم أيضًا سفراء للسلام العالمي، ليس بحسب رؤية المنظمات وإنما برؤية مناسبة تتلاءم وأهدافهم وأحلامهم لمستقبلهم في بلدانهم التي سيعودون إليها بأسس مشتركة تؤكد حقيقة العالم الواحد الذي يعرضه أهله للخطر بما يقومون به من مخلفات للطبيعة. ومن المتوقع ألا تقتصر الرواية على هذا لإصدار وإنما ستكون سلسلة روايات بطلها رامي مراد. ومأمون المغازي كاتب هذا العمل سبق وصدرت له رواية بعنوان (سيناجوج) المتوفرة بالمعرض لدى دار الألوكة بجناح الممكلة العربية السعودية، والتي فازت بجائزة الألوكة للإبداع الروائي 2010 وهي رواية تاريخية سياسية إنسانية تتعرض لفترة شائكة، وظروف غامضة في المجتمع المصري إبان التأسيس لإقامة إسرائيل، كما صدرت له أيضا عن دار ليليت المجموعة القصصية ( هذيان كل يوم ). ويذكر أن حفل توقيع الأعمال الثلاثة تنظمه ( دار ليليت للنشر والتوزيع ) بجناحها بصالة ( 2 ) يوم الخميس الموافق 30/1/2014 الساعة الرابعة عصرا