صدر حديثاً عن دار "العين" للنشر والتوزيع رواية "صلاة الطيور" للكاتب عبد الجليل الدايخى. وجاء فى أجواء الكتاب "فى ليلة باردة فى الخارج ودافئة فى الداخل، الظلمة تطل من الشباك كستار أسود، كم هى قريبة هذه السماء، أكاد أمد يدى وأقطف نجومى المخفية خلف السحب، هذا ليس حلما وإنما هو سراب العطشى والقلقين مثلى، الذين يهجم عليهم الليل فجأة فلا يعلمون من أين يبدءون الحكاية، لأنه لم يعد هناك كلام يقال". على ركح الحياة ضجيج ولهث وحركات مجنونة تصلح للمسرح الصامت، بقايا جمل مخيفة ومخفية ومرمية على قارعة الطريق وفى درج المذكرات، بعض هذه الجمل محرم وبعضها الآخر مرسل، كل الكلام المهم قيل من قبل، الليل مل الإعادات، نفس أنين العشق ونفس أنين الألم، ونفس الصمت أناس قلقون وينظرون وينتظرون ليناموا، ولما يطول انتظارهم يقومون بأعمال سيزيفية لقتل الملل والفراغ، فجأة تنتابهم لحظة جنون وخشوع فيمدون أيديهم خلسة مثلى أنا، ليقطفوا نجوما، فيكتشفون أنها أقمار اصطناعية، لا تهبهم نورا ولاشعرا، وإنما تتجسس عليهم عندما ينطقون بحقيقة الجمل المحرمة، فيعودون إلى الأرض بأياد فارغة وبصمات تشكل أقدارهم وأخطاءهم، فيعشقون العتمة، لأنها تسترهم عندما يقفون على ركح المسرح الصامت أمام جمهور غفير لا يسمع ولا يرى لكنه يصفق بحرارة.