صدر مؤخرا كتاب "موعد مع الورق" للكاتبة زينب عفيفي عن دار العين للنشر، ويتضمن العديد من الحوارات لمجموعة متميزة من المبدعين. ويعد هذا الكتاب صورة بانورامية لكل ما يحيط بنا من أحداث كبيرة وصغيرة لنصل في نهاية الحوار إلى وضع الواقع أمام عيوننا، فربما نرى فيه ما لا نستطع رؤيته ونحن داخل الصورة، ومن بين الأسماء التى ضمها الكتاب بهاء طاهر وسناء البيسي ومكاوي سعيد والشعراء عبد الرحمن الأبنودي، محمد ابراهيم ابوسنة، أحمد سويلم، شعبان يوسف، والدكتوريوسف زيدان والرسام مصطفي حسين والكاتب أحمد رجب والدكتور صلاح فضل. وتقول زينب عفيفى في مقدمتها للكتاب: "مدهشة ومحيرة هي عقول المبدعين.. مدهشة لأنها تحكي تجارب أصحابها بأسلوب يرقى على المستوى العادي، فيجعلنا نلهث وراءها مسلمين أنفسنا إلى سحرها الذي يتسلل إلى أعماقنا ويمتد في أعمارنا فنشعر بالمتعة والدهشة.. ومحيرة لأنها تحكي كيف يجسد المبدع حلمه في عالم المستحيل فيحيل الحزن فرحا واليأس أملا والاحباط خطوة خضراء على مسار الانسانية، ربما يختلف المبدع إنسانا عن المبدع أسلوبا وحلما، فالمبدع بشر يعيش مع غيره ويستمد تجاربه منهم ويتفاعل مع أفراحهم وأحزانهم". وتتساءل الكاتبة: أهذا الانسان هو الذي أبدع هذه القصيدة، أو هذه الرواية، أو هذه الومضة النقدية.. أدركت ذلك كله حينما أقبلت أختبر قدراتي المتواضعة في كشف الجانب الآخر في حياته وصدق تجربته وخبايا ابداعه. وتستطرد قائلة: دفعني عشقي للإبداع والمبدعين الي ضرورة معايشة عالمه قبل أن أجلس إليه على مائدة الحوار.. لم تكن تلك المعايشة بالأمر اليسير وربما أكون محسوبة على المبدعين – قبل أن أكون صحفية – ومن ثم أصبح الأمر أكثر عسرا ومشقة!