يتضمن كتاب ( اللقب والأسطورة ) لمؤلفه الباحث والشاعر زكريا محمد الصادر حديثا عن دار فضاءات للنشر والتوزيع ، مجموعة من الفصول والعناوين المستمدة من حكايات الموروث والذاكرة الشفاهية في الأدب الشعبي . يسبر الكتاب غور جهود ومحاولات متواصلة، تحولت إلى مشروع مترابط، لكشف الوان من ثقافة العرب قبل الإسلام، ويمسك بألقاب عدد من الافراد والجماعات ويحاول أن يكشف معاني ودلالات لدى مجتمع شفاهي ملزم بأن يختصر كي يتمكن من الحفظ والاستعادة، تفرضها طاقة الذاكرة المحدودة. يحيط الاصدار بأشكال حفرت بالذاكرة الشفاهية والتي تحتشد بثقافات واساطير تبدو كحقائق ميثولوجية متشعبة ومتداخلة لتؤمن استمراره وانتقال ثقافته وأساطيره من جيل إلى جيل . ويرى الكتاب أن ذاكرة المجتمعات الشفاهية أسطورية أكثر منها تاريخية , فهي تنسى بسرعة نسبية الأحداث الواقعية ، أو تسمح لها بالبقاء أجيالا قليلة ثم تمحوها ، لتبقى الأحداث الأسطورية ، وعليه، فالعمل على اللقب هو على الأسطورة ذاتها . غير أن هذا الكتاب لا يكتفي بالألقاب ، بل إنه يوسع مجال اهتمامه لكي يصبح متنوعا, ولأنه متنوع، فإن القارئ يستطيع أن يقرأ كل فصل على حدة في غالب الأحيان، فالكتاب يذهب إلى التنوع انطلاقا من موضوعته المركزية: اللقب والأسطورة. يدحض الكتاب سوء الفهم ومواجهته , أي أنه كتاب تصحيح للتصحيف المعنوي الذي تعرضت له الألقاب في كثير من الأحيان.