صدر عن دار "النسيم" للنشر كتاب بعنوان "الدين والإبداع" للكاتب طلعت رضوان، الكتاب يؤكد حقيقتين شهد بهما تاريخ الكتب المصادرة، الأولى أنّ الكتب المصادرة هى التى تُخاطب العقل، والرافضة تملق عواطفه، والمعتمدة على العلم منهجًا للبحث، باختصار هى الكتب التى تحترم عقل الإنسان. الحقيقة الثانية أنّ المؤسسات الدينية كانت دائمًا وراء المصادرة (لا فرق بين مؤسسات رسمية أو شعبية، سلفية أو معاصرة) فعل الأزهر ذلك عام 1925 مع كتاب "الإسلام وأصول الحكم" الذى كتبه القاضى الشرعى على عبد الرازق لمجرد أنه ذكر أنّ "النبى محمد عندما حكم فى المدينة، حكم كملك، حكومة تقوم على ذات الأساس الذى كان موجودًا لدى القبائل العربية فى عهد ما قبل الإسلام"، ولكن ما أغضب الأزهر عليه أكثر قوله "إنّ القضاء ووظائف الحكم ومراكز الدولة عبارة عن خطط سياسية صرفة، لا شأن للدين بها.. وأنّ النص الدينى لم يعرفها ولم ينكرها ولا أقر بها ولا نهى عنها، وإنما تركها لنا لنرجع فيها إلى أحكام العقل وتجارب الأمم وقواعد السياسة. ويشير الكتاب إلى تكرر موقف الأزهر المعادى للعقل الحر عام 1926 مع كتاب "فى الشعر الجاهلى" لطه حسين، وإذا قفزنا إلى الثمانينات من القرن العشرين فإنّ موقف الأزهر لم يتغير، فبتأشيرة صغيرة من الشيخ "عبد المهيمن الفقى" صودر كتاب "مقدمة فى فقه اللغة العربية" للمفكر لويس عوض، لمجرد أنّ الكتاب به مناقشة علمية رصينة (بغض النظر عن الاتفاق أو الاختلاف مع مؤلفه عن "جذر" اللغة العربية).