"من النقل إلى العقل" هى محاولة لإعادة بناء العلوم النقلية الخمسة بعد أن تركها القدماء والمحدثون كما وضعها الأوائل مكتفين بوضعها تاركين للزمن تطويرها وهى علوم القرآن، علوم الحديث، علم التفسير، علم السيرة، علم الفقه، وهى أكثر العلوم تأثيراً فى الحياة العامة والخاصة استشهاداً بحجة القول القائم على منهج الانتقاء والانتزاع من السياق والاختيار وفقا للأهواء اعتماداً على سلطة النص منفصلا عن سلطة العقل. الجزء الأول بعنوان "علوم القرآن..من المحمول إلى الحامل" وتعتمد علوم القرآن على الأدلة النقلية بمفردها دون الأدلة العقلية لأنها علوم نقلية خالصة؛ وتعتمد علوم القرآن على مصدرين الأول الروايات الشفاهية، والثانى النصوص المدونة وكلاهما مصدران نقليان. أما الجزء الثانى "علوم الحديث" من نقد السند إلى نقد المتن؛ وقد نشأت علوم الحديث وتطورت بناء على حاجة فعلية؛ وعلوم الحديث كلها خلافيات مثل باقى العلوم النقلية، ومن ثم فهى ليست علوما مقدسة الصواب فيها من جانب واحد، فهى اجتهادات إنسانية، فالنقل الخالص لا وجود له، ويدون الحديث بطريقتين الأولى التبويب الموضوعى طبقا لأبواب الفقه، والثانية التبويب الذاتى للرواة وإسناد كل حديث لروايه.