صدر عن أكاديمية الشعر فى لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية فى أبوظبى دراسة جديدة بعنوان “خطاب الزمن فى الشعر الجاهلى" للباحث الدكتور الأخضر بركة لتكون بذلك الدراسة الخامسة عشرة التى تصدرها الأكاديمية من أصل 76 إصداراً لأكاديمية الشعر حتى اليوم فى الشعر النبطى والشعر الفصيح والدراسات النقدية والأعمال النثرية. والدراسة تقع فى 180صفحة من القطع المتوسط، وهى عبارة عن أربعة فصول ومدخل نظرى حول إشكالية الزمن، حيث تناول الفصل الأول الزمن والمكان، والثانى الزمن وخطاب الجسد، والثالث الدهر وخطاب المواجهة، أما الفصل الرابع فتناول القصيدة والبناء الزمنى. ورغم أن مسألة الزمن فى الشعر الجاهلى هى من بين أهم القضايا الفنية التى تعرض لها الدارسون الجدد للشعر الجاهلى بدءاً من مشروع طه حسين إلى غاية ما طرحه كمال أبو ديب وريتا عوض وأدونيس وعزالدين البنا وغيرهم، وإن بشكل جانبى ضمن تحليلهم لمسائل أخرى بنيوية وتكوينية وتصويرية خاصة فيما يتعلق منها بالظاهرة الطلليّة (المكان الطللي) لما لها من صلة وثيقة بمسألة الزمن، غير أن الباحث الدكتور الأخضر بركة يؤكد أنه لم يتم تناول موضوع الزمن ببحث علمى أكاديمى من منظور نقدى حداثى باستثناء بعض الكتابات الفردية هنا وهناك, وهنا يشير الباحث معللاً تناوله للبحث بقوله إنه لاغرو فى أن تقديم دراسة جديدة للشعر الجاهلى تعنى مبدئياً الوقوف أمام تحد معرفى أساسه محاولة الابتعاد إلى حدّ ما عن إعادة إنتاج ما قيل فيه قديماً وحديثاً, كما تعنى أيضاً مواجهة صعوبة الإحاطة الدقيقة بالركام النقدى المنجز عن هذا الشعر أولاً وصعوبة تجاوزه ثانياً مؤكداً أن ما ينطوى عليه الشعر الجاهلى من إمكانات تأويلية وتفسيرية غير منتهية أمر يظل محفزاًلتجديد القراءة فيه ضمن تصورات نقدية حديثة.