لا يقتصر حضور الشاعر الراحل حلمي سالم في ديوان "ترجمان الروائح" للشاعر عاطف عبد العزيز، على قصيدة تحمل اسمه، بل يتعدى الأمر ذلك من خلال تأثر صاحب هذا الديوان، الواضح نسبيا، بمنجز صاحب "يوجد هنا عميان"، و"سراب التريكو"، خصوصا في تفاعله مع ثورة 25 ينايركانون الثاني. و"ترجمان الروائح" الصادر حديثا ضمن سلسلة "ديوان الشعر العربي"، الهيئة العامة للكتاب، يضم 12 قصيدة، كتبت بين عامي 2011 و2012، ويبدأ بتصدير عبارة عن حوار من مسرحية "الذباب" لسارتر، يبرز فزع الحكم التسلطي عموما من إدراك الناس لقيمة الحرية والذي ينذر حتما بثورتهم على التسلط. تحضر الثورة "المجهضة" في قصائد عدة، بينها "حاملة الجرار، أو سالي زهران"، و"الخماسين" و"رق الحبيب"، وفي الأخيرة يقول عاطف عبد العزيز: "يونيو أقسى الشهور. فتحت قميصي، وحيرني شرود الباعة في السكك، وإطراقة الشرفات. فأخبروني بأن العساكر يعبرون الآن/ من ضفة الميدان إلى أخرى، وبأنهم، مشغولون بإنقاذ الهواء الطلق من الفوضى، وبغسل الحيطان من هلاوس الجرافيتي، ومن لهاث الموتى ووميض الصحافيين". ويعد "ترجمان الروائح" الديوان التاسع لعاطف عبد العزيز منذ صدور ديوانه الأول "ذاكرة الظل" عام 1993.