في رحلة تستغرق أربعة فصول ونحو مائتي صفحة يسعى الكاتب الصحافي علاء لطفي لعمل قراءة عكسية لمشاهد الثورة منذ بدايتها الأولى وحتى تداعياتها الأخيرة, محاولا تفسير ما قد سقط بين السطور من مفاتيح أهملتها العين المجردة في خضم الأحداث المتسارعة والمرتبكة التي مرت بها الثورة المصرية. يضم الكتاب أربعة فصول رئيسية تبدأ بالفوضى وتمر بالثورة وتتوقف عند الصفقة لتنتهي بالإستقطاب وهو المشهد الأكثر حضورا في الوقت الراهن. ويرى الكتاب أن الأمر لم يكن في احتياج إلى عين ثاقبة للتنبؤ بمصير الوطن وهو يسقط في قبضة تيار واحد متعطش للانتقام من وطن لفظه على مدى ثمانون عاما، لذا فإن ما بلغناه بالأمس القريب من تداعيات دستورية وسياسية يثير مشاعر متباينة تتراوح ما بين الصدمة والحزن على ما آلت إليه مؤسسات ما بعد الثورة التي اتسمت هي الأخرى بسيطرة فصيل واحد. ورغم أنه يقبل الاختلاف الفكري والسياسي مع فصيل التيار الديني في رؤيته لوطن أفضل وفي منهجه للعمل السياسي, وفي حصاد التجربة التي سرقت من عمر الوطن عامين حتى الأن, لكنه يقر له بالفضل في نفس اللحظة لوضعه المجتمع في مواجهة مع نفسه.