يناقش كتاب الثقافة العربية وتحديات العصر لمؤلفه الدكتور فيصل غرايبة، تلك التحديات الصعبة التي تواجه الثقافة العربية في عالم الاتصالات والعولمة، والتي تسعى فيه الثقافة الاقوى لأن تسود العالم بأسره . يبين الكتاب الصادر حديثا عن سلسلة اصدارات مكتبة الاسرة في وزارة الثقافة ، ان مثل هذه التحديات لا تتعلق في الثقافة العربية وحدها ، بل تشاركها ثقافات انسانية متعددة، وتحديدا في بلدان اسيوية وافريقية وفي اميركا اللاتينية. يدعو الغرايبة الى تقوية وتعزيز الثقافة العربية، بان تكون في موضع الشريك الفاعل لا دور المتلقي لهذا السيل الهادر من العناصر الثقافية الاتي من تحت مظلة العولمة، التي جعل منها الغرب حصان طروادة لاختراق ثقافات انسانية راسخة في وجدان الامم والشعوب . ويأمل المؤلف من جامعة الدول العربية بان تعمل عبر منظماتها المتخصصة، وفي مقدمتها المنظمة العربية للتربية والعلوم والثقافة ، على الاعداد لعملية بناء استراتيجية متكاملة من اجل الدخول العربي الجاد والفاعل في صناعة ثقافة المستقبل، وايضا مد شبكة تواصل مع العالم حتى لا يخفت الصوت العربي، ولا تبهت الصورة العربية. ويركز الكتاب على تحصين فئة الشباب الذين يمثلون الجيل الجديد، الذي يشكل الكومبيوتر مصدرا من مصادر المعرفة لديهم ، بل تجاوز ذلك الى التعامل مع الاخرين ، الامر الذي مكن الشباب من توسيع دائرة اتصالاتهم – الانترنت - الى حدود بعيدة في هذا العالم الرحب داعيا المثقفين العرب الى الاستفادة من التكنولوجيا الحديثة في الاتصال لنقل الثقافة العربية واتاحتها للاجيال المقبلة والترويج لها في ثقافات انسانية متنوعة . يضم الكتاب خمسة فصول هي : الثقافة العربية والقرن الحادي والعشرون ، الثقافة العربية في عصر الاتصالات والعولمة ، التنشئة العربية ونقل الثقافة ونشرها، تهيئة الانسان العربي لمواجهة مستجدات العصر، والثقافة العربية .. نظرة الى المستقبل. وفي جميع هذه االفصول يسلك الغرايبة طريقين يبحث فيهما عوامل تحصيل ثقافة اضافية انفتاحية على العالم لدى الجيل الجديد، والمحافظة على التوازن بين الثقافة القومية والثقافة الوافدة عبر وسائل الاتصال العالمية الحديثة ، لكي لا تذوب الثقافة الاولى ولا تطغى الثانية ، والتي يراها المؤلف معادلة صعبة من الواجب على العرب ان يحافظوا عليها، بوصفها معركة حضارية معقدة يجب خوضها بدراية وحكمة .