في سياق "سلسلة الحكماء يتكلّمون"، والتي بدأ إصدارها عن "الدار العربية للعلوم/ ناشرون" في عام 2008، تتابع الدار حالياً إصداراتها عن الثقافة الصينيّة، وقد أصدرت حديثاً الكتاب الأول، ضمن سلسلة من خمسة كتب ستصدر خلال العام الجاري، وهو يتناول المواقف الفكرية والإنسانية للفيلسوف الصيني الشهير غوانزي (توفي مطلع العقد الثالث من القرن الثالث قبل الميلاد)، والذي "لولاه لبقي الصينيون قبائل ضالّة لا تعرف التحضّر أبداً"، وفق قول الفيلسوف الصيني الأشهر كونفوشيوس عنه. ويشتمل الكتاب على حيّز واسع من المبادئ الأخلاقية والشذرات الفلسفية والتأملات العميقة في أحوال الناس والحياة، مترجمة عن الصينية، مجسّدة في أقوال غوانزي التي طبّقها بأمانة أثناء توليه المسؤولية السياسية. ومن المقتطفات، المرفقة جميعاً برسوم مقتبسة من تقاليد ذلك العصر، وقد أدرج الى جانب كل منها النص كما ورد باللغة الصينية التي وضع بها في الأساس": "إن المنصب الذي تحصل عليه بسهولة تخسره بسهولة.. والوعود التي تُقطع عرضاً لا تستحق الاعتماد عليها"، "إن اختيار الأشخاص ذوي القدرة، من دون معرفة مواصفاتهم، يشابه تشذيب كل ما هو طويل بشكل أعمى"، "عندما يعمّ الحقد البلاد، على الملك القادر والفاضل أن يلقي اللوم على نفسه ويدقّق في عيوبه"، و"وفرة الغابات واتساع الأراضي الخضراء لا يعطيان الحق بالاستغلال غير المحدود". وفي السياق، تجدر الإشارة إلى أن هذا الإصدار هو من ضمن خمسة كتب ستصدر العام الجاري، وتتضمّن الأعمال الكلاسيكية لعدد من حكماء الصين، والنظريات الفلسفية والمدارس الفكرية، بالإضافة إلى العديد من الحكم والأمثال التي حملت اللواحق الشرقية وشذرات الحكمة التي تفوّه بها حكماء من مختلف مدارس الفكر التاريخية القديمة، والتي تنافست مع بعضها في النظر إلى الخير والشر والحرية والحرب وغير ذلك، بما في ذلك المدرسة الطاوية، المدرسة الكونفوشيوسية، المدرسة الموهستية، المنطقيون، المدرسة الحربية ومدرسة ين- يانغ.