كتاب "تهذيب طبقات النساء"

اعادت الهيئة العامة لقصور الثقافة إصدار كتاب "تهذيب طبقات النساء" للحافظ محمد بن سعد بن مذيع الزهري، من تهذيب وتعليق هاني مهنى طه ويقع الكتاب في 365 صفحة من القطع الكبير.
ويقول هاني مهنى في مقدمته للكتاب، لم يغفل المؤرخون عن كتابة وتدوين سير واخبار النساء تكريما لدورهن العظيم وتوثيقا لما قمن به من دور جليل لنصرة الإسلام ونشر رسالته، وكان من أوائل هؤلاء المؤرخين ابن سعد في كتابه الطبقات الكبير والذي افرد فيه للنساء جزءا سمى بطبقات النساء.
وأوضح أنه قام خلال العامين السابقين بتهذيب كتاب الطبقات الكبير للحافظ العلامة الحجة محمد بن سعد بن منيع الزهري ابو عبد الله البصري نزيل بغداد كاتب الواقدي حيث بدأناه بتهذيب طبقات الصحابة، ثم اتبعناه بتهذيب طبقات التابعين والفقهاء والمحدثين ونستكمل في هذا الكتاب تهذيب طبقات النساء نظرا لأهميته وبما يحتويه من أخبار وروايات دونها ابن سعد عن نساء النبي وبناته ونساء المهاجرين وكذلك نساء الأنصار.
وأكد الكتاب على دور المرأة الهام والجلي في بدايات الإسلام، فقد امنت بالرسالة وصدقت بالنبي محمد صلى الله عليه وسلم وتعرضت للاذى والتعذيب مثلها مثل الرجل فصبرت وتحملت وهاجرت إلى الحبشة واغتربت عن أهلها وبلدها فرارا من تعنت وجحود كفار قريش وهاجرت إلى المدينة المنورة بعد هجرة النبي صلى الله عليه وسلم اليها، وعندما كتب على النبي القتال وبدأت حركة الجهاد جاءت إلى النبي تستأذنه في الخروج للدفاع عن الإسلام وقتال أعداء الدين فأذن لها النبي فكانت في الجيش تسقى العطشى وتداوي الجرحى وتشجع الرجال على الصمود والصبر وتدفعهم لنيل الشهادة أو تحقيق النصر.
ولم تغفل المرأة كذلك عن أداء دورها الاجتماعي ومسئوليتها في رعاية الأسرة وتربية الأبناء، ورغم تعدد تلك الأدوار وتنوع مايطلب منها من مهام فقد قامت باداء رسالتها على أكمل وجه فوقفت إلى جوار زوجها تعمل معه وتخفف عن كاهله وتتولى تربية أبنائها، وماقاموا به من دور في شرح تعاليم الإسلام السمحة وسمو رسالته وذلك لفهمهم الصحيح لرسالة الإسلام وحفظهم ونقلهم لأحاديث وأقوال وأفعال النبي وسيرته العطرة إلى المسلمين خاصة والناس كافة في العديد من البلدان .