96 نصاً مسكوناً بأدبيات مواقع التواصل الاجتماعي وتعجّل الكتابة على صفحاته وصولاً إلى الاستسهال أحياناً، يتضمنها كتاب زكي أبو حشيش «تراتيل مهاجر» الصادر قبل أسابيع. الكتاب الواقع في 288 صفحة من القطع المتوسط، المتكفّل صاحبه أبو حشيش بطباعته دون الاعتماد على دار نشر بعينها، ولا على مصمم غلاف بعينه، ولا على دعم من جهة بعينها، يغص بنصوص لا ناظم لها من شعر أو قصة، إلا الاسترسال الأفقي (في معظم النصوص تقريباً) لكاتب تلك النصوص، استرسال يبدأ بالإهداء «إلى كل الذين غابوا عن الوطن» مروراً بروح أبيه وروح أمه وروح أخيه، وحتى «الذين يلتحفون صقيع الاغتراب» وإذا الإهداء المعاين آفاق الاغتراب والرحيل والذاكرة المسافرة يتحول إلى تدفق يعوزه الاقتصاد وتتسبب جمله الكثيرة بخطأ مطبعي واحد على الأقل. استرسال يبدأ من مفردة «أحبك» التي تغدو بسبب تكرارها بين دفتيّ الكتاب مثل «كيف حالك؟»، ولا ينتهي عند «أحن إليك» أو «إذا ضاقت بك» أو «اذكريني» مكررة في نصّين متتاليين بالاسم نفسه الفرق بينهما أن النص الأول بعنوان «اذكريني» دون همزة من فوق والثاني بعنوان «أذكريني» بهمزة من فوق!!. «حاولت أن أنسى/ حالة سُكْر/ سكرت وما سكرت/ أشتاق لها والشوق يجعلني أرتكب حماقات لا عهد لي بها/ أشتمّ ريحك بين الأماكن/ سألت عنك بحثت عنك لم يجبني أحد وعدتُ ويا ليتني ما عدتُ/ كرهتك وأنا أحبك مزقت كل أوراقك/ وآه منك يا بلادي ومما فيك من بلاء وصبر وكبرياء فلا عدل الخطاب قادم ولا سيف صلاح الدين/ اعلمي حبيبتي أني أحببتك قبل أن أراك وبعد رؤياك أحببتك بأحلامي»، هذا غيض من فيض نصوص الكتاب، وهي هنا ليست من نص واحد ولكنها شذرات نصوص متتالية في الكتاب الخامس لأبي حشيش بعد «أشواق وأشجان» الصادر العام 1984، «شعر وغربة وأمل» الصادر العام 1996، «الأقدار» الصادر العام 1999 و»رحلة حالم» الصادر باللغة الإنجليزية العام 2012.