غلاف الكتاب

صدر عن دار الجندي في القدس كتاب جديد للكاتب د. المتوكل طه بعنوان "بين يديّ الربيع".

يضم الكتاب تسعة فصول بدأت بخطاب موجه لقوى الثورات التى ينبغي عليها أن تدرك بأن أية مجموعة سياسية تعمل تحت الشرط الإستثنائي وتكون محاطه بقوة دول الإقليم المتحكمة، وتحت مجهرها وضرباتها، هي مجموعة غير قادرة على إحداث فرق نوعي.

وذهب الكاتب إلى القول إن الثورات وحركات التحرر في زمن الهزيمة مضطرة إلى الإنزلاق ، ولا تستطيع التوقف إلا في قاع الهاوية ، ما لم تؤسس هذه الثورات لأفكار تتمتع بقوة ، ويحتاجها الواقع المتعطش لها.

وفي الفصل الثاني وضع الكاتب ما أجمع عليها المفكرون والسياسيون لتكون ثورة بحق تؤدي إلى التحول وليست إلى التغير المجزوء، إضافة الى المخرجات واجبة الوجود لعملية إنتقال المجتمع من حال الى آخر، لتقول عندها إنها إنتصرت.

أما الفصل الثالث فقد تناول حالة الفوضى التى عمت ثورات الربيع العربي لغير سبب أتى عليها الكاتب تحليلا وتفكيكا، الى أن خلص قائلا: "سوف يصبح المشهد في أتون عملية التحول ملتبسا على الجميع ، وتعم الفوضى والدمار خلال وأثناء الثورة وبعدها في معظم الأقطار، التى تنبت فيها براعم الربيع الجديد، وسوف يتشوش الفهم، وربما نفر الناس من عملية التغيير كلها، بل وفضلوا بقاء الظلم والقهر والدكتاتورية على الحرية المقرونة بالدمار والفوضى وغياب الأمن".

وفي الفصل الرابع استعرض الكاتب حركات الإسلام السياسي ودورها وإخفاقاتها وسعيها المرير لتقود حافلة الثورات التى اصطدمت بجدار الإقليم والاعتراض والتلويث.

أما الفصل الخامس فتناول دور المثقفين والقوائم السوداء، واللغة النهائية التشكيكية والاتهامية المتبادلة بين المثقفين أنفسهم، كما استعرض المهمة التى ينبغي على المثقف القيام بها قبل وأثناء وبعد الثورة، أو في مواجهة الفوضى العمياء.

وفي باقي فصول الكتاب توقف المؤلف أمام العديد من الظواهر الطارئة والمتجددة التى واكبت الربيع العربي، وانعكاسه على القضية الفلسطينية، كما سبر غور ثورة السابع عشر من فبراير في ليبيا كنموذج لهذا الربيع المتعثر.

يذكر أن هذا الكتاب هو الإصدار الثالث والأربعين للأديب الفلسطيني المتوكل طه، الذي صدر له قرابة عشرين مجموعة شعرية وأكثر من عشر دراسات في النقد والثقافة والإعلام، وعدد من النصوص النثرية من قصص وسرد ورواية.