تضمن كتاب (كتابات السياب النثرية) للدكتور حسن الغرفي، الصادر حديثا عن سلسلة كتاب المجلة العربية في الرياض، جملة من القراءات والقضايا والحوارات والاراء والرسائل من موروث الشاعر العراقي بدر شاكر السياب. يعتبر السياب من بين العلامات البارزة في حركة الحداثة الشعرية العربية، اذ استطاع بمنجزه الابداعي في حقل الشعر ان يتبوأ مكانة لائقة في ريادة الادب والثقافة العربية. يقف الاصدار على جزء من موروث السياب في الكتابة النثرية الموزع في الدوريات العربية حيث تلبي هذه الكتابات رغبات الكثير من الدارسين والباحثين والنقاد والمبدعين في تقديم قراءات وافية عن منجز وافكار احد رواد القصيدة العربية الحديثة. تمتلك هذه الكتابات النثرية قيمتها واهميتها كونها تسلط الضوء على جوانب خفية من مسيرة الشاعر السياب وتجاربه وافكاره واشتغالاته وتساؤلاته وتصوراته الحداثية، مثلما تبدو اهمية هذه الرؤى والمفاهيم في ان لها علاقة بالمشكلات المتعلقة بانجازاته الابداعية خاصة، وبالراهن الشعري والادبي عامة وبمواقفه من شتى القضايا الجمالية والفكرية التي اسهم في بلورة الكثير من جوانبها. واشتمل الاصدار على مقدمة للمؤلف وستة فصول رئيسة هي: قضايا ادبية وفنية، حوارات وندوات، مناقشات حول الشعر المعاصر، قضايا الشعر من خلال رسائله الاخوانية، اراء في الشعر والشعراء، رسائل ثقافية عن الحركة الادبية في العراق. وضمت تلك الكتابات مجموعة من الاحكام النقدية بحيث تكتسي اهمية بالغة وردت عبر سياقاته النثرية منها : ما كان تقديما لكتبه واما للتعريف بفعله الشعري واما التعريف بشعر الاخرين ومنها ما كان مقالة تناول بها العديد من صنوف الابداع لنتاجات ابناء جيله او من هم في حكم جيل الشباب في حقبتي الخمسينات والستينات من القرن الماضي.