غلاف الكتاب

يبدأ الدكتور عبدالرحمن بن إبراهيم الشاعر حديثه عن مؤلفه الصادر حديثًا بعنوان "مواقع التواصل الاجتماعي والسلوك الإنساني" عن دار صفاء للطباعة والنشر بسرد قصته مع خالته التي تعوّد أن يزورها كل شهر ومدى سعادته وهو في طريقه لها رغم المسافة الطويلة وازدحام الطريق والضوضاء الصادرة عن مخالفي أنظمة المرور، إلى أن يقول لم أتوقع يومًا بأن يحل محلي في زياراتي لها غريب؟ يتقمص شخصيتي ويعيد تشكيلها، حتى أنه يتخذ القرارات والانطباعات بدلًا عني، وكأنه أنا.

وأوضح الدكتور الشاعر، أن ذاك الغريب هو شخصي الإكتروني الذي كلما زاد ارتباطي به زادت قناعاتي بتكييف سلوكياتي وفق إمكانياته وخدماته بصرف النظر عن إيجابياته وسلبياته.

وجاء الكتاب في 300 صفحة مقسمة على ثلاثة عشر فصلًا، افتتحها المؤلف بمدخل إلى مواقع التواصل الاجتماعي، موضحًا أنه ليس الوحيد في سلوكه الإكتروني، بل تحول المجتمع أيضًا بممارساته السلوكية إلى مجتمع شبه افتراضي، نتيجة لاستحواذ مواقع التواصل على معظم تصرفات أفراد المجتمع، فمواقع التواصل سهّلت للأفراد أو الجماعات التواصل فيما بينهم عبر الفضاء الإفتراضي، من خلال إنشاء المواقع الاجتماعية وإمكانية المشاركات بالملفات والصور ومقاطع الفيديو وإرسال الرسائل وإجراء المحادثات الفورية وإنشاء المدونات.

 كما تطرق المؤلف في كتابه خلال فصوله الثلاثة عشرة إلى الإنترنت والبريد الاكتروني، وإلى مجموعات الأخبار والنشر وصولًا للإرهاب الإكتروني، حيث وظفت التقنية ومواقع التواصل الاجتماعي في الآونة الأخيرة لنشر الأفكار المتطرفة والقيام بتشويه الحقائق من أجل تجنيد ودعم الإرهاب فكريًا وماديًا.

 كما تناول مفهوم الاتصال والتواصل علاوة على مساهمة الإعلام في بلورة السلوك والقيم الموجهة للسلوك المعرفي والاجتماعي، وقد ركز المؤلف على التربية الأسرية ودور المدرسة في التوعية والوقاية من الانحرافات سواء السلوكية أو الفكرية، مشددًا على دور المؤسسات التي تعني بالجانب التربوي والتنشئة كالأسرة والمدرسة والمؤسسات الدينية، مبينًا أن مسألة ضبط السلوك أصبحت مسألة استراتيجية، مطالبًا الجميع بأن نفهم حقيقة الثقافة العصرية للمجتمع التي أصبحت مطلبًا أساسيًا لدخولنا عصر العولمة بمعايير تحفظ البعد القيمي للمجتمع.