كتاب بعنوان "أسرار عمان"

يكشف الزميل محمد ابو عريضة في كتابه "أسرار عمّان: تحقيقات في ذاكرة المدينة" الذي صدر حديثا عن تفاصيل المكان لمدينة عمان ومعالمها التاريخية وما فيها من زوايا وشوارع وازقة وطرق وما تمتاز به من قيم وعادات وتقاليد.

ويشير ابو عريضة في كتابه الذي صدر عن دار فضاءات للنشر والتوزيع بدعم من وزارة الثقافة إلى العديد من التفاصيل التي يرصدها كصحفي يبحث عن حركة الحياة بشؤونها الاجتماعية والاقتصادية والثقافية ،حيث يرصد تطور المدينة عبر شهادات موثقة ودلائل تاريخية وصور في بعض الأحيان، معتمدا معايير الدقة والتوثيق والسجلات من العديد من الرواة ممن عاصروا المدينة وعايشوا تفاصيلها.

ويقول المؤرخ الدكتور علي محافظة في مقدمته للكتاب أن أبا عريضة تتجلى قدرته الصحافية وبيانه الادبي من خلال اهتماماته المتشعبة التي تبرز معالم المدينة الجغرافية ونموها وتوسعها والتحولات السكانية التي تعرضت لها منذ بداية القرن التاسع عشر وحتى غدت عمان عاصمة يتجاوز عدد سكانها مليونين ونصف المليون نسمة الآن. ويضيف ان المؤلف يتحدت عن عمان بأدراجها وشوراعها وأزقتها وأحيائها وعن سكان الأحياء والعشائر بأسلوب جذاب، كما يتناول المقاهي والفنادق القديمة والقرى المحيطة بها، ومضارب البدو بتفاصيل تشد القارئ متجولا باسواقها وبكل مكوناتها.

يقول ابو عريضة في كتابه ان عمان فتحت ذراعيها للقادمين من البوادي والقرى والمخيمات والأمصار القريبة والبعيدة...بل أكثر حيث حافظت على لون بشرتهم التي هي بلون حنطتهم ولم تأخذ منهم سوى ما منحوه لها طواعية، فترى فيها حي الطفايلة وحي المعانية وحي القيسية وحي الأرمن وشارع بارطو وسوق اليمنية وسوق البخارية والمشفى الإيطالي والمدرج الروماني والخط الحديدي الحجازي ..وهكذا.

ويعتبر كتاب أبوعريضة قصة عشق ووفاء وذاكرة لم يثقبها الزمن، فهي قصة مدينة وقصة شعب طوُع الصخر وقاوم عطش الصحراء وقيظ شمسها الحارقة ليضع له بصمة على كتف التاريخ، وهي قصة نجاح مكانية وزمانية وإنسانية،حيث وحدت الأجناس والأعراق واللهجات.

ويؤكد المؤلف ان عمان تزخر بالكثير من التفاصيل التي ربما تكون مخفية عن الكثيرين، فأي انسان يعيش بداخلها يعيش بذاكرتها، حيث يكشف عبر رحلته في مدينة عمان أسرارها الدفينة.