تصدر الهيئة المصرية العامة للكتاب "فوق الحياة قليلا" لسيد الوكيل، حيث وردت كلمة مقهى المثقفين فى الرواية عدة مرات، ويمكن الاستفادة من الكلمة بأن مقهى المثقفين ليست مجرد مكان يطلق عليه اسم فقط، فمقاهى المثقفين تنحصر فى تاريخ الحركات الأدبية فى العصر الحديث، وتتوالد النظريات التى تغير مسرات العالم، ويرسم كل فترة قاص أو شاعر ما يحدث، وهذا ما يحدث فى كل بلدان العالم. فكثير من الناس يخلطون بين الوقائع المكتوبة والوقائع الحقيقية، فيظنون أن ما يكتبه الأديب قد حدث فعلا، ومن المدهش أن هذا الخلط يكون بين الأدباء أيضا، ففى خبيات صغيرة يذكر الروائى سيد الوكيل أن صديقه ظل خمس سنوات يدعوه بـ "أبو هند"، حيث الخلط بين اسم ابنته واسم مجموعته القصصية "أيام هند"، وظل هذا الخلط لفترة طويلة، إلى أن نبهه البعض أن "هند" ليست ابنته إنما هو اسم مجموعته القصصية. فالعلاقة بين الحقيقة والمجاز هى التى جعلت سيد الوكيل يكشف لنا ما تحت السطح اللامع لهذه الشخصيات، التى لا نتصور أن هؤلاء الأدباء الذين نعرفهم جيدا يصبحون هم أنفسهم شخصيات روائية صالحة للكتابة عنها. عبدالرحمن