بيروت - لبنان اليوم
لم يقف الحجْر المنزلي الذي فرضه الخوف من تفشي فيروس "الكورونا" في لبنان، حائلاً دون قيام فنانين فلسطينيين بتقديم ابداعات جديدة، هؤلاء الذين واكبوا "الثورة" ودعموها بالاغاني الوطنية والحماسية، يواكبون شعبها اليوم برسالة توعية لاتخاذ اجراءات الوقاية، ومنها الالتزام بالحجر المنزلي على قاعدة حماية الشعب من المرض تعني حفظ القضية والوطن".
فرقة "حنين للأغنية الفلسطينية" التابعة للاتحاد العام للفنانين الفلسطينيين في لبنان، واحدة من هؤلاء، إذ تضافرت جهود أعضائها من فنانين وموسيقيين لانتاج أغنية "من البيت غنّيت"، في تجربة جديدة تحاكي زمن "الكورونا" والحجر واستمرار العمل من المنازل، وتصوير "فيديو" من خلال هواتفهم النقالة، وجمع المقاطع المصوّرة وعمل ميكساج للأغنية وتنفيذها بطريقة "الفيديو كليب".
ويقول رئيس الاتحاد المخرج محمد الشولي لـ "نداء الوطن"، "ان الحجر المنزلي الذي فرضته اجراءات الوقاية من فيروس "الكورونا"، والذي لم يعتَد عليه اللبنانيون والفلسطينيون، كشف عن طاقات جديدة للمرة الاولى، فجاءت الاغنية رسالة وطنيّة إلى الشعبين الفلسطيني واللبناني وكل الشعوب تجمع بين الدعوة الى أهمية الالتزام بالحجر المنزلي، على اعتباره "طوق النجاة" الاول لمنع تفشي الوباء والغرق في بحر المرض والموت، والاستفادة من الوقت بالعمل بشكل فردي او جماعي من المنزل، وتحدي صعوبة المرحلة بالارادة بدلاً من اليأس، فلمعت الفكرة في رأسي، اتصلت بزميلي محمد عيد رمضان وطلبت منه تأليف أغنية بهذا المعنى، ثم أرسلتها الى الملحن محمد الآغا، وبعد تأليفها وتلحينها، أرسلتها عبر تطبيق "واتساب" إلى المغنين والموسيقيين، حيث أدَّوها منفردين كل في منزله، وبعدها جُمعَت الأعمال وأُرسِلَت إلى الموزع الموسيقي باسم عيسى، الذي استطاع أن يجمع الآلات الموسيقية وأصوات المغنّين، ثم جُمعَت مقاطع الفيديو المصوّرة في منازلهم ونُفِّذَت بطريقة فيديو كليب، ليكون العمل نوعاً من التوعية على عدم الخروج من المنازل والتزام الحجر المنزلي".
ولم يخفِ الشولي ان الاغنية لاقت صدى ايجابياً كبيراً بعد نشرها على "مواقع التواصل الاجتماعي"، ونجحنا في ايصال الرسالة التي نريد، علماً انها من كلمات محمد عيد رمضان، وألحان محمد الآغا، وقام بأداء الغناء محمد الآغا، سحر سبلاني، هيثم عثمان، وعزف الموسيقى عاطف وهبي، معن يونس، جلال بلباسي، حسن زلفا، نايف حاوي، والمونتاج والتنفيذ خليل العلي.
الفنان الشيخ
توازياً، وجد العازف الفلسطيني سمير الشيخ، "الحجر المنزلي" في بيت عائلته في صيدا القديمة، فرصة لتطويرِ مهاراتِه الإبداعية الموسيقية لاستكمال حُلمه في تحقيق الشهرة ذات يوم في الوسطِ الفني الموسيقي من جهة، ومواجهة الاحباط واليأس مع طول الوقت، بعزف الإيجابية وروح التفاؤل داخل بيته وبين افراد عائلتِه وسكانِ الحي، الذين تعودوا على ألحانه في السراء والضراء وحين تضيق الآفاق وتُغلق الأبواب وتخلو الحياة من الحركة والنشاط وألوان الفرح.
وسمير العازف الواعد، الذي حوّل الحجرَ المنزلي إلى مدرسة خاصة به أصبح فيها المدرس والطالب، استغل الوقتَ في تنمية مهارته الموسيقية علّه يصل يوماً إلى حُلمِه المنشود، يقول: "منذ صغري وانا أعشق مشاهدة الفرق والمجموعات الموسيقية عبر "اليوتيوب"، أتمنى ان أصبح واحداً معهم، وعندما اصبح عمري تسع سنوات، انتسبت الى فريق الموسيقى في الكشاف المسلم وكان والدي دائماً يشجعني، وأول مرحلة بدأت بالطنبور والآن الكلارينيت"، قبل ان يضيف: "وبسبب الحجر الصحي حولت البيت الى مدرسة موسيقية لتنمية مهاراتي فيها، وأطمح ان تصل ألحاني الى كل العالم وبخاصة فلسطين حيث بدأت بالتدرّب على ألحانٍ وأغانٍ فلسطينية".
وهذا الواقع الصعب الذي فُرِض على سمير وعائلتِه التي تعاني من مُرِّ اللجوء وسوء الأحوال الاقتصادية، وغياب المساعدات في ظل أزمة "الكورونا"، لم تثنِ والده سلطان الشيخ عن تشجيعه، يقول: "نحن في ظل هذا الوضع الصعب وبخاصة للاجئين الفلسطينيين واجراءات "الكورونا"، والتي فرضت علينا حبساً في البيت، إلا ان سمير أصر ان يغيّر الاجواء ويعزف لنا ألحاناً تراثية عن فلسطين ولبنان، ونحن نستمع اليه بسعادة لننسى الخوف والهلع".
قد يهمك ايضا: إنطلاق فعاليات مهرجان لبنان المسرحي الدولي آب المقبل إنطلاق مهرجان لبنان المسرحي الدولي بمشاركة عربية وأجنبية