أصدر الأكاديمى الموريتانى الدكتور محمد ولد بوعليبة ترجمة لكتاب يتناول حقبة الاستعمار للباحث الفرنسى فرانسيس دى شاسييه. وأكد بوعليبة، فى تقديمه للكتاب، أن الكتاب وغيره من الكتب لا غنى عنه للأساتذة والباحثين والمهتمين الذين يقرءون باللغة العربية ويتعذر عليهم قراءة هذه المصادر فى لغتها الأصلية، فهى مراجع ستزيد من معرفتهم النظرية والتطبيقة فى مجلات العلوم الإنسانية ولمن يريد منهم التعرف أكثر على ماضى هذا البلد الغائب عن كثير من أبنائه، من جراء النقص فى البحث فى التاريخ. واعتبر أن فرنسيس دى شاسه أستاذ علم اجتماع اهتم بنظام التعليم وتكوين النخب فى موريتانيا فى فترة الاستعمار والعقدين الأخيرين بعد الاستقلال، وكتابه يعتبر لوحة عامة للأعمال السسيولوجية. ويعالج هذا الكتاب حقبة هامة من تاريخ هذا البلد وهى حقبة الاستعمار والخمسة عشر سنة التى تلته حيث يركز الباحث فى الجزء الأول من كتابه على معالجة ترتكز على سسيولوجيا تاريخية للاستعمار الفرنسى فى موريتانيا: على مبادئه وتأثيراته (مقاومته، التكيف معه، والتحولات الناجمة عنه). وفى الجزء الثانى، يقوم الباحث بدراسة سسيولوجية للمجتمع الجديد المستقل الذى جاء بعد مرحلة الاستعمار ويعالج تأثيرات الاستعمار عليه والتناقضات التى وقع فيها أثناء مسيرته لتجاوز العوائق رغم تأثير الإمبريالة عليه، وخاصة التأثير الاقتصادى. كما يتناول الكتاب بناء الدولة المستقلة وتطور نظامها السياسى وأيديولوجيته وسياسية التعليم الضرورية ونتائجها ومعوقاتها، والمشاكل الاجتماعية التى أحدثتها هذه التحولات وفى الجزء الأول من الكتاب يعالج بشدة وبالأدلة الاستعمار الفرنسى الذى لم يكد ينتهى.