صدر عن دار "نهضة مصر" كتاب "انتحار الإخوان.. انطفاء الفكرة وسقوط الأخلاق وتصدع التنظيم" للروائي والباحث في علم الإجتماع السياسي الدكتور عمار علي حسن، والذي انتهى منه قبل الموجة الثورية الأخيرة التي وقعت في 30 يونيو وحمل نبوءة بانتهاء حكم الإخوان. وينطلق الكتاب من فكرة مفادها أن ما كان فيه الإخوان من ارتفاع وحيازة السلطة كان مجرد "صعود إلى الهاوية"، وليست "لحظة التمكين" كما ظنوا، ويقدم أدلة وبراهين على ذلك من خلال مقالات معمقة ودراسات، تتناول مظاهر السقوط الأخلاقي للجماعة، ولماذا فشل الإخوان في إدارة الدولة؟ ومدى تغير الصورة النمطية لهم في المخيلة الشعبية من الإيجابية إلى السلبية وتأثير ذلك على مستقبلهم، وعلاقة الإخوان بالجيش وسيناريوهات تطورها قبل الثورة وبعدها، وحجم الخلاف مع شباب الثورة، وكيف تم الخروج على المشروع الثوري، والتعامل مع ما جرى باعتباره فرصة للجماعة وليست ثورة للشعب لها مطالب ومبادئ محددة. ويتناول الكتاب علاقة الإخوان بالسلفيين والجماعة الإسلامية والسلفية الجهادية، وكيف ينظرالإخوان إلى أنفسهم كطائفة اجتماعية ودينية، وذلك من خلال تحليل مناهج التثقيف والتربية داخل الجماعة، والأناشيد التي ترددها، ونمط العائلة الأيديولوجية الإخوانية التي لا مثيل لها في المجتمعات الإنسانية، وما تنتجه من علاقات مصاهرة سياسية، وما تتركه من بصمة على الشخصية الإخوانية. كما يتناول الكتاب مظاهر عودة التنظيم الخاص وتجدد العنف الإخواني ومحاولة بناء أطر بديلة للدولة بما في ذلك جهاز مخابرات خاص، والتناقض الصارخ بين ورشة الجماعة ومعرضها، فالأخير يضم الوجوه الباسمة التي يصدرونها للإعلام وهم قلة، بينما الأول هم الرجال المتجهمون والمتزمتون المتحكمون في صناعة القرار، وكذلك الميل إلى "التنظيم الدولي" للجماعة على حساب "الوطنية"، والسعي الزائف الغارق في الوهم نحو ما يسمى ب"أستاذية العالم".