يضم ديوان (خمسون شتاء) للشاعر الدكتور حسين الحسون جملة من القصائد متنوعة الاغراض والمضامين بين بوح الذات والانصهار بالواقع. وتتسم قصائد الديوان بتلك الرؤى البليغة في لغتها وصورها الجمالية المشرعة على معاني ودلالات تغوص بتفاصيل من تحولات المجتمع العربي وما يشهده من تطلعات وهموم انسانية ووطنية. ويستهل الشاعر حسون اولى قصائد المجموعة بقصيدة تشير الى ارض الكنانة (مصر) وما تحمله من امال رحبة رغم كل صنوف المعاناة والخطب التي واجهتها وما تزال، راصدا العديد من العوامل والقيم التي تجعل منها رائدة في القدرة على اطفاء المواجع والآلام والمحن، داعيا اياها الى التماسك والتعاضد لتعود الى مكانتها الرائدة. يغلب على باقي القصائد خطاب الذات في انفعالها مع ما تشهده الامة من احداث وتحولات عصيبة لا يكاد يفصل الذات الفردية عن اشواق الذات الجمعية والتي تتعانق فيهما احاسيس الواقع المجبولة بروح الامة وهي ترنو الى الانعتاق من قيود تلك الانكسارات والعذابات والالام المتتالية. ويؤكد كل من الدكتور محمد ربيع والدكتور احمد العرود في مقدمة مشتركة للديوان ان "المستوى الشعري في القصائد كان منسجما مع رؤية الذات التي تنبثق من وعي واضح محدد للحياة"، في حين رأى نائب رئيس رابطة الكتاب الاردنيين حسين نشوان في الديوان انه "يحمل روح الطبيب البحار الموسيقي الشاعر العاشق النبيل حيث يتردد صدى الانسان الذي يبغي التخفيف عن اسى البشر واوجاعهم بمبضع النشيد وترانيم القصائد والحان الشعر وندى الموسيقى".