نايف أسطفان

صدر كتاب جديد من إعداد الشاعر والمؤرخ نايف اسطفان عن "الحقائق الجلية في الوثائق البطريركية: ازمة انتخاب المطران باسيليوس الدبس سنة 1902"، وقد سبق له ان اصدر سلسلة من الكتب التي بالقسم الاكبر منها تؤرخ لمنطقة عكار عامة ولابرشية عكار الارثوذكسية بشكل خاص والعديد من الابرشيات الارثوذكسية اضافة الى دراسات في تراث عكار التاريخي.
ويأتي هذا الكتاب الصادر عن دار البلاد للطباعة والاعلام في الشمال في 303 صفحات من الحجم الوسط ليضيء على مرحلة اساسية من تاريخ ابرشية عكار الارثوذكسية عارضا لاكثر من 70 وثيقة عن ازمة انتخاب المطران "الدبس" وما احدثته من خلاف بين ابناء هذه الابرشية امتد لاكثر من عشرة اشهر بدءا من تاريخ انتخابه في 2241902 وحتى تاريخ سيامته في 221903.
وقدم الكتاب المتروبوليت باسيليوس منصور راعي ابرشية عكار وتوابعها للروم الارثوذكس والذي كان بحوزته مجموعة من الوثائق المتعلقة بابرشية عكار سهلت على الاب اسطفان رحلة البحث، فقال:
"انطاكيا ام الكنائس التي من الامم واعظم كنائس المسكونة، استطاعت مدينة الله العظمى مع مكونات البطريركية المشرقية ان تخط في التاريخ صفحات من المجد والصبر والشهادة. كثير مما عاناه الانطاكيون قد وصل الينا مدونا في الكتب او بطرق مختلفة ولكن الكثير قد ضاع ايضا ، وهذا مع غيره يثبت ان شعب الله في انطاكيا كان ولا يزال يشعر بمدى مسؤوليته عن الكنيسة وفيها ، وهذا من نقرأه في ما جمعه الاب اسطفان في هذا الكتاب من رسائل ووثائق تخص فترة هامة وشخصية لعبت دورا مهما في تاريخ الكنيسة الانطاكية عامة وابرشية عكار خاصة هو المتروبوليت باسيليوس الدبس المشهور بعلاقته واهتمامه بالسلم في الكنيسة ورعايته التي لا تهدا لشعب الله".
ويضيف المطران منصور: "جمع الاب اسطفان هذه الوثائق خوفا عليها من الضياع ولكي تكون نموذجا عن الديمقراطية الانطاكية التحاورية التي في النهاية كل الخطوط تصب في المصلحة العامة وكان ذلك بالتفاف الجميع حول المطران الدبس بعد تسلمه الابرشية 1903- 1938، ففي الوثائق مواضيع كثيرة يمكن لكل باحث ودارس ان يتامل بها ويستخرج منها مواضيع جمة تعكس عن ذلك الزمن مواقع وجوانب عديدة اقتصادية وسياسية وروحية وعلاقات مع الداخل والخارج، تعكس معاناة الرعايا في ادارة الرعية من قبل المتربصين بها بالنوايا الشخصية والانانية".
وختم: "هذا الكتاب من كتب كثيرة للاب اسطفان سيكون كنزا ثمينا في تاريخ تلك الحوادث يمد الباحث بالمادة الاولية الضرورية لكل باحث في تاريخ انطاكيا القرن العشرين، وكذلك لكل باحث في شؤون المنطقة العربية في اوائل القرن المذكور، ويشكل كذلك مكتبة من الوثائق حفظت بها مراحل من التاريخ من الضياع والاهمال ووفر على الباحثين اوقاتا طويلة من التنقيب والتقميش والتوضيب".