يناقش كتاب ( تداخل الاجناس الادبية : الرواية والسيرة ) لمؤلفه الدكتور حسن عليان الصادر حديثا عن دار مجدلاوي بدعم من وزارة الثقافة هيمنة تداخل الاجناس الادبية على افكار ورؤى المبدع . يضم الكتاب عشرة فصول رئيسة تفرعت عنها العديد من العناوين، جميعها تعاين نظريات في النوع الادبي وحكايات عن مدن وشخصيات وسير ادبية وثيقة الصلة بفلسفة المكان والهوية وطروحات بلاغية تهتم بمفاهيم الدولة والوطن والارض والسلطة والتسامح والعادات والتقاليد . من بين عناوين فصول الكتاب : مقدمة الرواية وتداخل الاجناس الادبية، دفتر التاريخ بين الاصالة والتجديد، المدينة الضائعة بين الحلم والواقع، دولة الانباط : الخاصة الاستراتيجية والعسكرية والثقافية، الفكر اليهودي والنزعة الصهيونية في الادب , والعراقة والتاريخ . يستهل المؤلف الاصدار بمقدمة يشير فيها الى ان منجز الثقافة العربية عبر تاريخها الطويل تشتمل على تداخل انواع ادبية واشكال من السردية والشعر القريبة من القصة بشكل او بآخر في تداخل مع غيرها من الحكايات الشعبية والامثال والحكم والاساطير اضافة الى موروث القصص والاحداث التاريخية التي بات من الصعوبة بمكان تحديد طبيعة الادب في كل منها . ويرى الكتاب ان تفاعل الشعراء بقضايا الامة على اختلاف تعدديتهم ومواقفهم من الاستعمار الحديث ومن النظم السياسية ومن رؤيتهم لبرامج الاحزاب السياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية والايديولوجية ادى الى تطوير الشعر وتعدد تقنياته واساليبه. ويوضح ان التداخل في الاجناس الادبية نتج عنه المزيد من الوعي والمعرفة بالشعر والدراما وايضا في توظيف بنية المسرحية في القصيدة الشعرية ، وصولا الى تداخل كتابة السيرة بالقصيدة في حقل ابداعي اخر هو الدراما الشعرية ، لافتا الى ان تجليات وظائف الدراما في الشعر والقصة والرواية تنهض على اصالة الموقف الدرامي في الادراك والاحساس الجمالي . ويبين الكتاب ان النقاد العرب ذهبوا الى تنميط الرواية بمذاهب متعددة بحيث اختلفت تسمياتهم للمصطلحات باختلاف الباحثين وبتنوع الابداعات الروائية نفسها وايضا باختلاف مواطنها والمراحل الزمنية فيها ، مبينا ان العامل الاجتماعي التاريخي المتغير هو الذي يفصل بين اجتهادات النقاد في تقسيماتهم للعمل الروائي .