صدر للباحثة المغربية فاطمة الزهراء بل العافية، عن دار نشر "مرسم"، مؤلفًا جديدًا يحمل عنوان "الأمثال المغربية وأبعادها الإسلامية"، والذي يعد مغامرة بين تلافيف ذخيرة الأمثال الشعبية المغربية، عبر سبر أغوارها اللامتناهية، انطلاقًا من مناهج مختلفة. وتقوم الباحثة على استصفاء الأمثال المتداولة، والأكثر تمثيلاً للهوية المغربية، وتصنيفها وتبويبها حسب موضوعاتها، ثم "تعريبها" والوقوف عند دلالتها، ليتم بعد ذلك الانتقال إلى إحالة الأمثال إلى ما يدل عليها في القرآن الكريم، أو السنة النبوية الشريفة، بما يبرز ظاهرة التعالق النصي، وأنواع التفاعلات القائمة بين هذه الأمثال والنصين الإسلاميين التأسيسيين، القرآن والسنة. ويهدف كتاب "الأمثال المغربية وأبعادها الإسلامية" إلى تتبع المرجعية الإسلامية وقيمها في نماذج من الأمثال المغربية، فعلى قدر حضور النصوص الدينية في توجيه الثقافة المغربية "العالمة" عبر كتب التفسير والصحاح والحواشي والمستدركات وغيرها، فإن نصوص الأمثال، بمنطوقها ومفهومها، قد تأثرت وأثرت بطبيعة نصها وعمق دلالتها وليونة لغتها في الحقل الديني، وعيًا وممارسة، وذلك عبر إسهامها في تثبيت الأصول والأحكام، وترسيخ روح الدين وجوهره، وتفعيل أخلاقه وقيمه، حتى صار تداول الأمثال ميسمًا اجتماعيًا، وفعلاً تربويًا تعاقديًا بين الأجيال. وتؤكد الباحثة في مقدمة مؤلفها أنها "في هذا المؤلف لا تروم إنجاز عمل أكاديمي صرف، وإنما لفت الانتباه إلى النصوص الدينية الغائبة في متن الأمثال الشعبية المغربية، ومن ثم تنبيه الباحثين إلى ما تكتنزه من قيم ودلالات وإشارات، وما يقتضيه هذا الحضور الديني، بعد العمل التجميعي والتصنيفي لمتن الأمثال ذات الصلة، من دراسات عميقة، تكشف عن أبعاد هذا الحضور وتجلياته ووظائفه". وعن الباحثة فاطمة الزهراء بل العافية فهي من مواليد مدينة وزان، عملت في مقاولة الأشغال المعلوماتية لمدة 12 عامًا، وتمارس الكتابة والبحث إلى جانب الفن التشكيلي.