صدر حديثا لسفير لبنان ومندوبها الدائم في جامعة الدول العربية الدكتور خالد زيادة، كتاب "الكاتب والسلطان"، عن الدار المصرية اللبنانية في القاهرة ، في 310 صفحات من القطع المتوسط، وبتقديم للناقد الدكتور جابر عصفور. الموضوع الرئيسي للكتاب الذي يحتوي على ستة فصول غير تقديم ومدخل وخاتمة، هو علاقة المثقف بالسلطة منذ كان الفقيه هو مثقف السلطان الذي يصدر له الفتاوى التى تناسبه وتتوافق مع رأيه، وكيف تطورت هذه العلاقة وصولا إلى المثقف في العصر الحديث الذي حل محل الفقيه يسوغ للسلطة قمعها ويكتب لها الرأي الذي يتوافق مع هواها. ينطلق الكتاب من سؤالين : يتعلق الأول بالموقع الذي كانت تشغله الأجهزة الفقهية في الدولة ، والثاني يأتي من فضاء مختلف ، ويتعلق ببروز شخصية اجتماعية جديدة متمثلة بالمثقف ، ومن المعروف أن الأجهزة الفقهية كان منوطا بها القيام بأعباء الوظائف الدينية من إمامة وخطابة وتدريس ، وصولا إلى تولي القضاء ، وكانت تملك حيزا من الاستقلال الذاتي في تسيير شؤونها، إلا أن هذه العلاقة كانت عرضة للتبدل مع الانعطافات والانقلابات وتغير الدول.