تم مؤخرا بفاس تنظيم حفل تقديم إصدارين جديدين هما ترجمة لكتابي (المغرب المجهول/ اكتشاف جبالة) للباحث الفرنسي أوغست مولييراس الذي ترجمه الباحث عز الدين الخطابي، و(الكلام السامي) لجان كوهين الذي قام بترجمته وتقديمه الباحث محمد الوالي . فرع فاس في إطار أنشطته الثقافية التي تروم تفعيل حركية الفعل الثقافي بالعاصمة العلمية والتعريف بمختلف تمظهرات هذه الحركية، العديد من الأكاديميين والباحثين والمهتمين بالشأن الثقافي. وتميز هذا اللقاء، الذي قدم له الباحث إدريس كثير، بتقديم قراءات لهذين المؤلفين وهما ترجمة لعملين رائدين في حقلين معرفيين مختلفين هما الشعر المعاصر من خلال كتاب (الكلام السامي) لمؤلفه جان كوهين والإثنوغرافيا من خلال كتاب (المغرب المجهول / اكتشاف جبالة) للفرنسي أوغست مولييراس . ويبحث كتاب (الكلام السامي) لجان كوهين، أحد علماء الشعر المعاصرين، آليات ومرتكزات الشعر المعاصر عبر مجال الانفعال وبعيدا عن النظرية البنيوية التي تبناها العديد من النقاد. والكتاب، برأي المتدخلين في هذا اللقاء الذي احتضنته مديرية الثقافة بفاس ، محاولة لاختراق التصور المغلق للتنظير البنيوي في الشعر وجعله منفتحا على مجال الانفعال الذي يشكل أحد مكونات القول الشعري المعاصر. وحسب ورقة تقديمية للمشرفين على هذا اللقاء، فإن كتاب (الكلام السامي) يعيد من خلال البحث الرصين الاعتبار للنظرية الرومانسية حين كان الشعر شديد الانصياع لتعاليم القلب لا العقل على اعتبار أن الشعر عند كوهين هو تعبير وجداني في حين أن النثر هو تعبير مفهومي وهما يعبران معا عن جوهر الإنسان باعتباره عقلا وقلبا. أما كتاب (المغرب المجهول / اكتشاف جبالة)، الذي لم ينفلت من السمة السوسيولوجية رغم ارتكازه على مفاهيم ونظريات الإثنوغرافيا ، فهو عمل إثنوغرافي صدر سنة 1985 بوهران، تميزه الصرامة العلمية رغم أن صاحبه لم يطأ أرض الريف بل إن الطالب القبايلي محمد بن الطيب هو الذي صاغ كل تلك المعلومات حول ريافة وجبالة.