صدر العدد السابع والثلاثون من مجلة "الثقافة المغربية" الصادرة عن وزارة الثقافة المغربية، والتى يرأس تحريرها المفكر عبد اللطيف كمال، وملف العدد أعده الناقد بن عيسى بوحمالة، والذى قدمه بالتأكيد على أن الشعر المغربى المعاصر يستحق أكثر من التفاتة، نظرا لحجم الانفجار الشعرى الذى تعرفه التجربة الشعرية المغربية اليوم، وهو ما أفرز تجارب وحساسيات ورؤى، ولقد حاول الملف أن يحدد بعضا من سمات التجربة الشعرية المعاصرة من خلال دراسات ونصوص وشهادات وحوار. وتناول الناقد نجيب العوفى فى دراسته "تاء التأنيث الشعرية" قراءة إصغائيّة لسبع شواعر من الشمال؛ من خلال مقاربة فى المبدّد من تأملاّت الكتابة والتى أفضت إلى تجسيد هذه النماذج المختارة "أحمد بركات، مبارك وساط، محمد الصابر". ويتوقف الشاعر والتشكيلى بوجمعة العوفى عند "الشعرى والتشكيلى فى الديوان الشعرى المغربى المعاصر"، راصدا البعد الوظيفى التعبيرى للتشكيلى سواء بعده التشخيصى أو المجرد. وفى باب شهادات نقرأ للشاعر محمد بوجبيرى "الشعر المغربى.. أجيال وتجارب"، يشير فيه إلى المخاض العسير الذى تعيشه التجارب الشعرية فى المغرب على مختلف تجاربها، ويكتب الكاتب رفعت سلاّم أفكارا أولية عن "الشعر المغربى" فى بعده الحداثى، ويقدم الناقد السورى صبحى حديدى "ملاحظات وجيزة حول مشهد شعرى فسيح"، معتبرا أن التجربة الشعرية المغربية خصبة فى ما تنتجه من منجز، وأنهى الشاعر محمد السرغينى ملف العدد بحوار كاشف أجراه عبده حقّى واعتبر الشاعر السرغينى أن القصيدة تتحكم فيها الظروف التى تعيشها. أما باب دراسات يستقرأ الناقد عبد المجيد النوسى "عناصر البناء والدلالة فى رواية: أرض الظل الحريقة" للفنان والكاتب ماحى بنين والتى يعتبر المكون السير؛ وتوقف الناقد عبد الرحمان بن زيدان فى "من الإحساس الباطن بالقضية إلى الوعى الجدلى بالتاريخ" عند القيمة الرمزية للقدس فى الثقافة المغربية. ورسم الناقد محمد محبوب فى دراسته "المسرح المغربى أسئلة الحاضر إلى رهانات المستقبل" بعض ملامح التجربة المسرحية المغربية اليوم، عبر مساءلة تجاربها وتشخيص لمساراتها والإكراهات التى تحكمت فى شروط إنتاجها. وفى باب قراءات ومراجعات يكتب الناقد المسرحى أحمد بلخيرى عن "أرسطو والنقد والبلاغة العربيين"، من خلال مراجعته لكتاب الباحث عباس أرحيلة "الأثر الأرسطى فى النقد والبلاغة العربيين إلى حدود القرن الثامن الهجرى". ونقرأ فى باب نوافذ للشاعر الكبير محمد بنطلحة "بعكس عجلة فرجيل" عن ورطة لقائه بـ"نفسه"، فى حين يكتب الناقد محمد الداهى عن "تجربة الأم بين الوهم والحقيقة" فى رواية "فن الأمومة" للروائى ماتيو سيمونى، ونقرأ للناقد السينمائى نور الدين محقق "فى مديح السينما.. دعوة إلى الحياة فى زمن الحداثة" وهى شهادة جمالية حية عن الفن السابع.