الثورة عن بعد عبر الفيس بوك وتويتر والمدونات ورسوم الجرافيتي في الشوارع والميادين، لها "طعم تاني" خاصة لو جاءت بمذاق السخرية والألش بالكلمة والصورة والرسم ومقطع الفيديو، تلك أسلحة جيل اسقط نظام وعزل آخر ولا تزال النار تحت الرماد. بهذه الكلمات يقدم الدكتور سمير محمود، الكاتب الصحافي في مؤسسة الأهرام، أستاذ الإعلام بجامعة السلطان قابوس لكتابه "جدران الحرية.. تدوينات الحياة والثورة في مصر"، الصادر مؤخرًا عن دار الأدهم للنشر والتوزيع. الكتاب رحلة خلال عام 2012 م، تتنوع محطاتها بين الفن والسياسة واللغة والفكر والثقافة وصحة ومرض وعيش وحرية البسطاء. في كتابه الذي خطه بحب ولغة ساخرة رشيقة، ينتقد المؤلف تردي حال الأغنية المصرية فيكتب قائلاً: في 30 مارس/ آذار 1977 مات العندليب الأسمر عبد الحليم حافظ، وعدمت مصر الأصوات الجميلة لفترة طويلة – إلا قليلًا - لدرجة وصلنا فيها لأغاني من نوعية: "بحبك يا حمار"، وتطورت العلاقة العاطفية حتى وصلنا للنقط والحروف مع الأخت اللي قالوا لها (بوسي سمير بس هي طنشت. ومن العناوين الداخلية في الكتاب: أنا مصري وأبويا مصري، أنا مش فلول، صوتك في الشيكارة أم الصندوق؟ موعد مع الرئيس، حياة بلا طعم، جواز عتريس من فؤادة باطل، الضحك على الذقون، ساعات بين "الفيس" و"البوك"، وتعيشي يا ضحكة مصر، مليونية سمك الجمعية، المبشرون برئاسة التحرير، الإخوان إيدك منهم والقرض! الجرافيتي إرادة شعب. يختتم الكتاب بمخاطبة قارئه قائلًا: أدعوكم أن تشاركوني قراءة تغريداتي ومقالاتي وتعليقاتي وكتاباتي على "جدران الحرية "، بعد أن قدر لها أن تُجمع معا بين دفتي كتاب، فهل تحظى بنفس الحضور والحيوية؟.. بانتظار تعليقاتكم.