دمشق - سانا
التحليل النفسي لمرتكبي جرائم النصب والاحتيال كتاب من تأليف القاضي المستشار عبد الأحد يوسف سفر تناول فيه حالات من النصب والاحتيال معتمدا التحليل النفسي الذي يدفع الإنسان لارتكاب جرائمه ونزوعه إلى ذلك إضافة إلى بيان الأسباب الاجتماعية التي تعصف بالإنسان وتدفع به إلى هذا الوباء الخطير. في كتابه يجد سفر أن جرائم النصب والاحتيال انتشرت انتشارا ًواسعا بعد أن أصبحت الظروف العالمية والمحلية تربة صالحة لها وبأوجه عدة حيث تسارعت هذه الجريمة وتطورت بتطور التكنولوجيا والمعلوماتية التي مهدت الطريق لمثل هؤلاء الأشخاص وأيضاً للأشخاص الذين كانوا ضحايا لهم وذلك عندما تنهار البنيات الاجتماعية بما تمتلكه من منظومات مدمرة. ويرى سفر أن الإنسان يحمل في نفسه من الحقد بمقدار ما يحمل من الحب وأن روح التدمير مستقرة فيه فحب العطاء موجود في أعماقه كما أن الاستيلاء على أملاك غيره متوفر لديه إضافة إلى غريزتي الموت والحياة اللتين تسكنانه لافتاً إلى أن أزمة الإنسان تكمن في خياراته بين الأخذ أو العطاء وبين الخير والشر وبين التسامح والبغض وبين الترفع عن أموال الاخرين أو النصب عليهم. ويشير التحليل النفسي بحسب سفر إلى الدوافع والحاجات الغريزية بوصفها القوى المحركة للسلوك الإنساني وهذه الدوافع تدفعها الغرائز المبنية على أساس فيزيولوجي والتي لا تلاحظ بحد ذاتها مباشرة وقد أظهر التحليل النفسي أن النشاط النفسي الشعوري للإنسان هو جزء صغير من حياته النفسية وأن الدوافع الحاسمة لسلوك الإنسان هي دوافع لا شعورية. وكشف التحليل النفسي بحسب الكتاب أن القيم الفردية والجماعية تعبر عن رغبات وحاجات معينة لها جذورها في الغرائز وأن أخلاقنا وبواعثنا المثالية هي التعبير المقنع والمفضل عن الدوافع الغريزية إلى حد ما. ويبين سفر أن عملية النصب قد تبدأ حين يتوجه شخص يبدو على مظهره دلائل الاحترام يرتدي ملابس أنيقة تدل على أنه رجل له صفة رسمية ويقدم نفسه إلى صاحب متجر أو غير ذلك مدعياً أنه ثري أو أنه صاحب جاه فينال من الشخص الذي يتعامل معه ما يريد من أموال وخدمات ويكون بذلك قد أصاب ما رمت نفسه إليه وهذا نوع من أنواع النصب والاحتيال. ويظهر أن الكتاب هو إكمال بحث لمواضيع سابقة اقتصرت على شرح حالات معينة من النصب والاحتيال يعاقب عليها القانون مع معالجة لبعض الجرائم وأسبابها مبيناً أسباب وقوع الجريمة والدوافع النفسية إليها بشكل تعبيري يغلب عليه الدافع الإنساني والعاطفي لدى المؤلف إضافة إلى الجانب القانوني أكثر من اللجوء إلى أسلوب البحث والمنهج في الطرح. في الكتاب نجد عددا من القصص الاجتماعية التي يبدو أنها واقعية أوردها الكاتب بأسلوب فني حاول أن يجعلها في سياق سردي مثير لإقناع المتلقي بما ذهب إليه معتمدا في ذلك على موهبته الأدبية التي ظهرت في أغلب الحالات الموجودة في الكتاب. يذكر أن الكتاب من منشورات دار الحصاد للطباعة والنشر والتوزيع يقع في 194 صفحة من القطع الكبير.