صدر مؤخرا كتاب بعنوان " رجل التشريفات والأدب فؤاد شاكر " للأديب والشاعر السعودي الراحل فؤاد بن اسماعيل شاكر، وثقت صفحاته حقبة مهمة من تاريخ المملكة العربية السعودية التي حفلت بالنمو والتطور بفضل الله ثم بفضل جلالة الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود "رحمه الله" حيث وحد كيانها تحت كتاب الله عز وجل وسنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم. وأضاف الكتاب إلى المكتبة العربية معرفة تاريخية جديدة حيث تم تبويبه في عدة فصول بحسب تواريخ احداثها وتزامنها مع ما صاحبها من وثائق دالة عليها, صاغتها سيرة الأديب فؤاد شاكر من خلال عمله رئيسا للتشريفات الملكية في عهد الملك عبدالعزيز - رحمه الله - منذ عام 1364هـ لمدة ثمان سنوات، ثم رئيسا للمراسم والبروتوكول في رابطة العالم الإسلامي في عهد الملك فيصل بن عبدالعزيز آل سعود - رحمه الله - . وتنقل الأديب ورجل التشريفات في مناصب عديدة في الدولة, فقد عمل في بداية حياته العملية في صحيفة "كوكب الشرق" التي كانت تصدر في مصر، ثم أصدر عام 1349 هـ جريدة "الحرم" التي كانت حلقة وصل بين الطلاب السعوديين وبلادهم ومرآة تعكس آرائهم، في حين تسلم عام 1350هـ مهام رئاسة تحرير صوت الحجاز لمدة سنة واحدة، ثم عاد بعدها للقاهرة حيث استأنف دراسته وأعماله الصحفية. وتسلم الأديب شاكر - رحمه الله - بعد عودته إلى أرض الوطن رئاسة تحرير جريدة ام القرى لمدة خمسة عشر عاماً، وتولى أثناء ذلك رئاسة تحرير صحيفة "صوت الحجاز" من عام 1357هـ حتى عام 1366هـ, ثم صدر في نفس العام التوجيه الكريم بتعيينه رئيسا لتشريفات جلالة الملك عبدالعزيز "رحمه الله " حيث تشرف بأن يكون بمعية جلالته في المناسبات والزيارات الرسمية، وحضر الإجتماعات والمؤتمرات التى حضرها الملك عبدالعزيز. وخلال عمله حقق فؤاد شاكر نبوغا فكريا وادبيا أشاد به كبار الأدباء والمفكرين وعكفوا على دراسة شعره الذي وظفه من أجل تصوير دقيق لإنجازات تحققت على أرض الوطن خلال حقبة زمنية كبيرة , وأكد الأديب الراحل ذلك في مقدمة ديوانيه الشعرى"وحى الفؤاد" الذي أصدره وقدم له بمقدمة تشرف بكتابتها للملك عبدالعزيز "رحمه الله". وللأديب الراحل مجموعة من المؤلفات اتفق النقاد على أنها كانت مستوحاه من بيئته وما تمر به الأمة من أحداث جسام ، في حين تقلد بحياته عدة أوسمة ونياشين من دول عربية وغير عربية، وأطلق أسمه على أحد شوارع محافظة جدة، وفي شهر ذي الحجة من عام 1392هـ، توفي فؤاد شاكر بمدينة جدة عن عمر يناهز 70 عامًا قضاها في خدمة دينه ومليكه وأمته تاركا فكرا وشعرا يتناوله النقاد حتى الآن.