صدر عن منشورات المكتبة "البوليسية"، ومن ضمن سلسلة "أمسيات الأحد"، كتيب جديد للأديب والباحث اللبنانى ناجى نعمان، وهو بعنوان "الأرض تنبض فسادا ولا ذنب لها". يستعرض الكاتب، بعامة، حال الفساد فى لبنان والعالم العربى، ويبحث فى انعكاس الفساد على الاستثمارات من جهة، وعلى الاقتصاد والمجتمع من جهة أخرى. ويقول، فى المجال الأخير: "قد يجد البعض من العادى أن يورث السياسى اللبنانى أبناءه - بعد اعتزاله العمل السياسى (ويترافق ذاك الاعتزال، فى العادة، ووفاة السياسى)، قلت، من العادى بحسب البعض، أن يورث السياسى أبناءه ما كان يملك حين تسلم زمام الأمور، أضعافا مضاعفة. "ومن النافل، برأى هذا البعض، أن تضيع مليارات الدولارات من مالية الدولة (ومال الدولة هو مال المواطنين، جميعِهم)، من دون أن تتوصل وزارة المالية إلى معرفة مصيرها، أو أين اختفت. ويختمُ نعمان قائلًا: "ما يَنقصُ لُبنان، والعالَم العربي معه، المَزيدُ من الدِّيمقراطيَّة، والمَزيدُ من الإعلام الحُرِّ والتَّشريعات الفاعِلَة، ودورٌ أنشَطُ لمُؤسَّسات المُجتمع المَدَنى، فى ما قد يُمَثِّلُ بدايةَ حَلٍّ لِلفساد ولِتَقصير الإدارات العامَّة، لأنَّ الحَلَّ النِّهائى لهاتَين المُعضِلَتَين لن يَأتى، فى رأيى المُتواضِع، إلاَّ بالمُساواة الفِعليَّة بين المُواطنين، جميع المُواطنين، من رأس الهَرَم إلى قاعدته، فى الحُقوق، ولا سيَّما فى الواجِبات، فلا يَبقى إنسانٌ، مَلِكًا كانَ أم أميرًا أم رئيسًا أم عاملاً بسيطًا، لا يَخضعُ للقانون، فى شفافِيَّة الشَّفافيَّة، وبحيث نجدُ يومًا ما أرفَعَ المَسئولين يُسأَلون، ويُودَعون السُّجون!"