كتاب "الإتيكيت السعودي" لسارة الغدير

يتناول الكتاب الأنيق الذي أصدرته الباحثة السعودية الدكتورة سارة بنت عبد الله الغدير باللغة الإنجليزية بعنوان "الإتيكيت السعودي"، تفاصيل حياة المجتمع السعودي وخصوصا في منطقة نجد التي تتحدر منها مؤلفة الكتاب، حيث إن هذه المنطقة تحديدا كانت على مدى قرون عديدة معزولة نسبيا، ولم تتأثر بثقافات الدول المجاورة، ولم يصلها الغرباء إلا حديثا.

وتأتي أهمية الكتاب الذي حقق انتشارا واسعا في أوساط قراء الإنجليزية والغربيين والأجانب المقيمين في المملكة في مساعدتهم لاستكشاف العادات الاجتماعية للسعوديين ومعرفة قواعد وآداب السلوك الاجتماعي في هذه البلاد وكيف يتصرف السعوديون على هذا النحو أو ذاك في ظروف معينة، وما هي مبررات هذا السلوك بعينه ومرجعيته، وما يتوافق منه مع "الإتيكيت" العالمي وما يختلف عنه.

ومن يطلع على الكتاب الذي صدر في طبعة أنيقة عن دار الحكمة للطباعة والنشر في لندن، يكتشف أن "الإتيكيت" السعودي ليس محض محاولة للتمدن المصطنع، ولكنه تأكيدٌ على أصالة ومكانة وقيمة الأعراف والتقاليد والقيم الإسلامية والبدوية.

ويناقش الكتاب في 12 فصلا بعناوين متضمنة أمثالا شعبية سعودية مصاحبة لـ"رسومات اسكتش"، تم رسم بعضها من الكاتبة نفسها.

وتستعرض هذه الفصول نبذة تاريخية وجغرافية عن المملكة والأسرة السعودية، ومكانة المرأة وتصاميم المنازل السعودية، والأعياد والمناسبات الدينية والأكل والعادات الغذائية والملابس والعطورات السعودية والتعليم والتوظيف والحب والزواج والسفر والرياضة والترفيه.

ولأن فن المعاملة الإنسانية يستمد عناصره من تراث الشعوب، وتمتد جذوره إلى تقاليد وقيم أصيلة عميقة في كيان المجتمعات المختلفة، فيما يرجع الكثير منها إلى أصول دينية، إذ تسير في مجملها على خط مواز لمكارم الأخلاق وحميد الصفات، لتؤدي إلى تقوية العلاقات العامة، وسيادة المودة والانسجام بين الناس، فقد أكدت الباحثة أن "الإتكيت" السعودي جزء من "الإتيكيت" الإسلامي، ويقوم على تعاليم وقيم الإسلام مخالفا بذلك مثيله المستورد من الخارج.

وأوضحت المؤلفة السعودية الدكتورة "سارة الغدير "، في تصريح صحفي  أن اختيارها موضوع "الإتيكيت" للكتابة عنه، جاء نتيجة لكثرة أسئلة الأجانب عن طبيعة حياة السعوديين وأنماط السلوك العام لديهم التي قد تبدو غامضة بالنسبة لكثير من هؤلاء الأجانب، فضلا عن ندرة ما كتب عن هذا الموضوع، إلى جانب التشوهات التي شابت بعض ما كتب في هذا الموضوع الشديد الحساسية؛ كونه يتعلق بقيم وأخلاق وسلوكيات شعب بأكمله.

وأضافت "من هنا كانت رغبتي في نقل أسلوب حياتنا وطريقة تعاملنا وتفاعلنا مع الأحداث حولنا والظروف وفك شفرة الغموض، فنحن شعب لطيف يحب الحياة، ونستمتع بكل تفاصيلها، وجميع تصرفاتنا مهما بدت غريبة بالنسبة للأجانب فهي جميعها مبررة ومنطقية، بل عادات صحية تناسب الفطرة البشرية".

وذكرت الكاتبة سارة الغدير أن الكتاب تطرق إلى تأصيل فن "الإتيكيت" السعودي وإيضاح مرجعيته الدينية أو القبلية، خاصة أن المجتمع السعودي مجتمع محافظ، ويستمد قواعد سلوكه العامة إما من الدين وإما من التقاليد والأعراف القبلية، مشيرة إلى أن البداوة بأعرافها وتقاليدها تمثل عمقا تاريخيا وتأصيلا لـ"الإتيكيت" السعودي الذي صمد أمام قواعد "الإتيكيت" المستوردة من الخارج.

وأعربت مؤلفة الكتاب عن أملها في أن تدرج مادة "الإتكيت" السعودي ضمن مناهج التعليم المدرسي؛ حتى نعزز ونحافظ على عاداتنا الإسلامية الجميلة.