في رواية «نساء المتعة» للروائية البحرينية منيرة سوار، يتكشف فضاء الرواية عن أربع نساء، تسورهن الأسئلة المحيرة في وسط ذكوري، يصادر كل شيء بنرجسية عالية، تحرسها ترجيعات رؤى وأفكار الماضي البعيد، التي جعلت من المرأة كيانا سلبيا، يعيش من أجل إشباع رغبات الذكور المتزايدة، تحت طائلة الخضوع التام للأنثى. يقدم لنا الفصل الأول من الرواية أربع نساء يرتبطن بعلاقة صداقة هن على التناوب: سوسن التي ترى «.. جميلة ولا تزال مثيرة، على الرغم من تجاوزها الثالثة والثلاثين عاما، وعلى الرغم من إنجابها لثلاثة أبناء! فلا بطن متدلية ولا أرداف متهدلة، وقد حباها الله وجها مفعما بالأنوثة حتى تحتار (مقلتيك) في تأمل قسماته المرتسمة على صفحة خمرية». وأمل العانس التي تطرب لعبد الحليم حافظ منذ أن كانت في الثانية عشرة وقد «تربت في بيت بحريني يشبه آلاف البيوت التي نمر بها كل يوم. كان كل شيء في حياتها في الوسط.. لم تولد لأسرة فقيرة ولا غنية.. ولم تعان من الشدة في تربيتها ولم تحرم من الحنان كذلك.. إلا أن عائلتها كانت صارمة في الالتزام بالعادات والتقاليد». ومهدية مثال المرأة الملتزمة دينيا، لكن زوجها صادق: «رجل شهواني.. يصعب عليه النظر إلى الأخريات دون أن يطوف هاجس الجنس بذهنه. إنها لم تستطع يوما استكشاف هذا الأمر من عدد مرات معاشرته لها أو حتى طريقته في ذلك». أما زهراء فهي: «مسكينة وذات حظ عاثر على الرغم من هذا الجمال الذي وهبها الله إياه، فهي محرومة من العيش كباقي النساء، فلا بيت تمتلكه ولا رجل تحتمي به ولا أطفال يملؤون عليها حياتها»، كما يصفها أخوها الشهواني صادق. ...