عن "الأهلية" للنشر والتوزيع فى العاصمة الأردنية عمان، صدر مؤخرًا للشاعر الأردنى فوزى باكير باكورة أعماله الشعرية بعنوان "حين تلفت النهر". توزعت أغلب قصائد الديوان على قوس من التجليات التى تحتبس حرارة الوجود بلغة صافية، مكثفة ومكتنزة، تقايس بنية نصية تقترب من التماعة الكتلة فى نسقها العام، لكنها لا تتوقف عن الحركية ولا تتورع عن التشظى والتمدد خارج حدود الشكل فى أى لحظةٍ؛ للانفتاح برمزيةٍ شفيفةٍ على الدلالات واستنطاق كل ما من شأنه الانحياز لجوهر التجربة الإنسانية وضرورات الحرية، من قصيدةِ "ما تلفظه الشّجرة"، نقرأ: "سنحبُّ الحطّابَ عندما يكتفى باقتباسِ صوت الرِّيح من الأشجار ليجعلَ منه كمنجاتٍ تُغنّى على كتفِ امرأةٍ اعتادَتْ أن تبكي وهى ترى المعدنَ الدّمويَّ يعلو أكتافَ الطُّغاة". صمم الغلاف الشاعر زهير أبوشايب عن لوحةٍ للفنّانة التّشكيلية وداد الناصر، فيما كتب الشّاعر العراقى عبّود الجابرى على الغلاف الخلفى "بين الماء والضوء يتنقل فوزى باكير، مثل نرسيس، خجلا خائب الأمل، يخشى أن يرى حقيقة وجهه، فلا ينعم بفضيلة الانتحار الذى يمنحه الخلود، ولا الضّوء يعكس حقيقة ما يشتهى من الظلال فى ما يكسره من مرايا قاتمة، ولا الماء يصفو من حوله ليعكس تقاطيع الوجه الذى يريده مفتاحا لأبواب الحياة التى يروم الدخول فى جناتها المتمنّعة". =فوزى باكير، الذى كان إهداء باكورته الشعرية "إلى أصدقائى، دائماً..". ، من مواليد مدينة نابلس، فلسطين، العام 1985، يحمل شهادة البكالوريوس فى الصحافة والإعلام، وحاصل على ماجستير فى الصحافة الإعلام الحديث. عمل صحفيّا فى جريدة الغد، وهو عضو مؤسس ومشارك فى مهرجان "أيام مجاز للشعر العربى".