كتاب "الرؤية الأميركية لحل قضية اللاجئين الفلسطينيين"

صدر في رام الله عن الاتحاد العام للكتاب والأدباء الفلسطينيين كتاب جديد بعنوان 'الرؤية الأميركية لحل قضية اللاجئين الفلسطينيين/ الخلفيات الإسرائيلية والفلسطينية' لمؤلفه ساجي خليل.
ويستعرض الكتاب تطور سياسة الولايات المتحدة الأميركية تجاه مشكلة اللاجئين الفلسطينيين؛ وكيف تعاطت مختلف الإدارات الأميركية مع تلك المشكلة منذ نشوئها عام 1948.
ويشير الكاتب إلى أن الولايات المتحدة، خاصة في العقود الأربعة الأولى بعد نكبة 1948، اعتبرت القضية الفلسطينية برمتها مجرد قضية لاجئين، وأن المنطلق المناسب للتعاطي معها هو المنطلق الإنساني. ويوضّح كيف شرعت الإدارة الأميركية منذ خمسينيات القرن الماضي في التركيز على حل قضية اللاجئين، من خلال تقديم العروض الاقتصادية للدول العربية المضيفة للاجئين، بهدف حثها على توطينهم في أراضيها، معتبرة أن حل مشكلة اللاجئين يتم أساسا بالعمل على دمجهم في المجتمعات العربية المضيفة.
ويرصد الكاتب التغيّر الملموس الذي طرأ على السياسة الأميركية إزاء قضية اللاجئين في العقد الأخير من القرن الماضي ومطلع القرن الجديد، والذي تجلّى بشكل أوضح خلال المفاوضات التي جرت في كامب ديفيد منتصف عام 2000، حيث قدمت الإدارة الأميركية في تلك الفترة أسسا لحلول مقترحة للقضية الفلسطينية، بما في ذلك مقترحات تفصيلية لتسوية قضية اللاجئين. وقد شقت تلك المقترحات طريقها إلى طاولة المفاوضات التي جرت لاحقا في طابا مطلع عام 2001، وبعد ذلك في مفاوضات أولمرت- أبو مازن عامي 2006 و2008. وكان ذلك التغيّر في السياسة الأميركية قد بدأ في التبلور، من ضمن عوامل أخرى، على خلفية التطورات التي شهدها التفكير السياسي الفلسطيني في نهاية ثمانينيات القرن الماضي، وبالأخص قرارات المجلس الوطني الفلسطيني عام 1988؛ حيث ساهمت التوجهات الفلسطينية الجديدة في حينه، في تشجيع إدارة الرئيس بيل كلينتون على تنظيم ورعاية عملية تفاوضية (فلسطينية- إسرائيلية) جديدة، وذلك في سياق رؤية شاملة لإعادة صياغة الوضع الإقليمي في عموم المنطقة، وبما يخدم المصالح الأميركية في الشرق الأوسط؛ ومثل ذلك أهم جهد سياسي أميركي لمعالجة القضايا الجوهرية للصراع الإسرائيلي- الفلسطيني.
ويبيّن الكاتب أن ما ميّز السياسة الأميركية إزاء قضية اللاجئين في العقد الأخير من القرن الماضي وتحديدا منذ ولاية الرئيس بيل كلينتون، عن السياسات الأميركية السابقة، هو امتلاكها لإطار عام يطمح لإيجاد حل سياسي ينهي الصراع الفلسطيني- الإسرائيلي، ويقوم على مبدأ إقامة الدولة الفلسطينية. حيث كان من أهم أسباب الموافقة الأميركية على مبدأ إقامة مثل تلك الدولة، هو استيعاب الجزء الأعظم من اللاجئين الفلسطينيين على أراضيها.
ويلخص الكاتب الأسس التي تقوم عليها الرؤية الأميركية لحل قضية اللاجئين الفلسطينيين بالقول 'إن الحل المنشود لتلك المشكلة من وجهة النظر الأميركية يقوم على السماح للاجئين بالعودة إلى الدولة الفلسطينية، والتي من شأنها أن توفر لهم ولمعظم الفلسطينيين مكانا يمكنهم العيش فيه باعتباره وطنهم القومي، وأن المنطلق المناسب لحل تلك القضية من وجهة النظر الأميركية هو المنطلق السياسي وليس القانوني؛ بما يعني أن الحل الممكن لا يستند إلى القانون الدولي، ولا إلى القرارات الدولية ذات الصلة، بل يستند إلى التفاهمات السياسية بين الأطراف المعنية، بعيدا عن المرجعيات القانونية.
يذكر أن المؤلف من مواليد قرية المجدل المهجرة وحاصل على الشهادة العليا في الدراسات الإقليمية، وعمل مستشارا لوحدة دراسات اللاجئين في معهد إبراهيم أبو لغد، ويعمل في حقل الدراسات الأكاديمية، وترأس الإدارة العامة لدائرة شؤون اللاجئين في منظمة التحرير الفلسطينية في الفترة 1997–2006 وله عدة أبحاث ودراسات متخصصة في موضوع اللاجئين.