الكتاب يتناول بالدراسة والتحليل السردى صورة المثقف فى الرواية الجديدة من خلال كشف بنية وعى الكتاب، من أجل استقصاء هذه الصورة مما يساعد على فهم التحوّلات الاجتماعية والتاريخية والاقتصادية التى طرأت على مجتمعاتنا العربية. اعتمدت هويدا صالح حين حاولت استقصاء صورة المثقف اعتمدت على محورين، الأول تقصى مفهوم المثقف منذ طرحه المفكر الإيطالى "أنطونيو جرامشى" فى كتابه "دفاتر السجن"، وصولا إلى أحدث الدراسات التى تعاملت مع مفهوم المثقف، الثانى حين تقصدت الباحثة أن تستقصى "الصورة الروائية" لأن دراسة الصورة الروائية التى يرسمها الروائيون لفئة ما من فئات المجتمع إنما تكشف الفضاء الإيديولوجى والثقافى. وقد اعتمدت الباحثة فى نماذجها المختارة على معيارين، المعيار الأول أن يكون النموذج السردى يرسم صورة روائية للمثقف أيا كان نمطه (مثقف عضوى، مثقف ملتزم، مثقف انتهازى، مثقف فوضوى، مثقف عدمى) والمعيار الثانى أن يكون النص موضع الدراسة تجريبى حداثى خرج فيه الكاتب على كلاسيكية السرد التى قرّت وصنعت لنفسها شكلا ثابتا. وقد اختارت الباحثة عقد التسعينيات للدراسة، لأنه هو العقد الذى جرّب فيه الروائيون الخروج على نمطية طرائق السرد بشكل متسع أفقيا مما شكل اتجاها عاما فى الكتابة سُمِّى فيما بعد برواية "التسعينيات".