تراث أهلليل

أصدرت الجمعية الثقافية " تيفاوت نتزيري " " ضوء القمر" للحفاظ على الأصالة و التراث بأدرار الجزء الأول من مؤلف بعنوان " من ديوان الأهلليل" في مبادرة منها لتوثيق هذا التراث العالمي اللامادي   حسبما استفيد يوم الثلاثاء من ناشطين بذات الجمعية .

ويعد هذا الجهد التوثيقي ثمرة جهود ميدانية تواصلت على مدى خمس سنوات بذلها أعضاء الجمعية لنقل أهلليل من الصفة الشفهية إلى حالة التدوين من خلال جمع قصائد إيزلوان أهلليل عبر مختلف مناطق إقليم قورارة بمساعدة شيوخ أهلليل والمهتمين بهذا

التراث الأصيل   سيما في ظل ما لاحظته الجمعية من تناقص للذاكرة الحية حول هذا التراث نتيجة رحيل أو مرض عدد من شيوخ أهلليل   كما أوضحت عضو الجمعية دلدلي فضيلة.

و قد ركزت الجمعية اهتمامها في هذا العمل على جمع المادة العلمية من هذا التراث بالإعتماد على الدراسات السابقة في هذا المجال إلى جانب إبراز مختلف المجالات و الأغراض التي يتناولها أهلليل على غرارالمدائح الدينية و التغني بفضائل ومناقب

الأولياء الصالحين   إضافة إلى سرد مختلف شؤون الحياة اليومية و مناسباتها المعروفة بمنطقة قورارة.

وأشارت المتحدثة أن الشيخ الحاج بركة فلاني ساهم بقدر كبير في إنجاح هذا العمل الثقافي بفضل حفظه و سرده لعديد قصائد أهلليل و من ثمة تدوينها من طرف الجمعية كمرحلة أولى ليتم بعدها وضع عدة فصول لهذا الكتاب.

وتناولت الفصول الثلاثة للكتاب نبذة عن الخصوصية الجغرافية لمنطقة قورارة و دراسة عامة لتراث أهلليل من حيث المصطلح إلى جانب التطرق إلى المدارس الشعبية المهتمة بتلقين هذا التراث و نقله عبر الأجيال   وتنوع أساليبه حسب كل مدرسة تبعا

لانتشارها عبر إقليم قورارة.

وفيما يتعلق بالجانب الكوريغرافي   فقد تناول الكتاب الأشكال الوضعية لأداء أهلليل بين وضعية الوقوف و الجلوس (تقرابت) والتعريف بالآلات المستعملة في أدائه إضافة إلى إبراز السيرة الذاتية للشيخ بركة فلاني و جهوده في المحافظة على رسالة

الأجداد ونقلها للأجيال من خلال الأداء و التلقين.  ويتكون الجزء الأول من هذا الكتاب من القطع المتوسط من 320 صفحة   ونشرت به حوارات وصور وسير ذاتية لشيوخ وأعلام أهلليل. حيث تعتزم الجمعية مواصلة جهودها لنشر مجموعة تتكون من ثلاثة أجزاء حول تراث أهلليل   وفق ذات المصدر .

هذا وقد لقيت هذه المبادرة التوثيقية إستحسانا كبيرا من طرف المهتمين من أساتذة وباحثين وطلبة بل وحتى في أوساط سكان المنطقة   مما يشجع على مواصلة الجهد في الإلمام بشكل أوسع بهذا التراث العالمي وإرساء نظرة علمية أكاديمية للمحافظة

عليه   كما أكدت ذات المتحدثة.  وللإشارة فإن فعاليات المهرجان الوطني أهلليل في طبعته الثامنة تتواصل هذا الثلاثاء بالواحة الحمراء تيميمون بشمال الولاية .