أهراس ـ واج
صنعت مسرحية "صرخة شعب" وهي إنتاج جديد للمسرح الوطني الجزائري لمخرجها سيد أحمد قارة سهرة أمس الأربعاء الفرجة بالمسرح الجهوي لمدينة بسوق أهراس. وقد لعب هذا العرض المسرحي المندرج في إطار جولة المسرح الوطني الجزائري لعديد ولايات شرق البلاد على أوتار الحقيقة التي اكتسبت معاني ودلالات عدة -حسب مخرجه- حيث أكدت المعنى الروحي لثورة نوفمبر 1954 كما كان تحديا للواقع على إيقاع مميز رقصت من خلاله العذراء "حورية" رقصات ألبست المشهد الثوري حلة شعرية في أروع معانيها حسب مخرجها سيد أحمد قارة. وعلى الرغم من برودة الطقس وانعدام التدفئة بهذا الصرح الثقافي-الفني الذي يعود تاريخ إنشائه إلى العام 1931 وسط ديكور وهندسة جمالية أخاذة -إلا أن إقبال الجمهور كان "معتبرا ومقبولا" لتتبع هذا العرض المسرحي الذي استغرق ساعة كاملة وهو العمل الذي يصور قصة "محمد" بطل المسرحية الذي تسللت إلى ذهنه أحداث أول نوفمبر 1954 وداعبت ذاكرته لترسم فلاش باك . وتواصل عرض هذه المسرحية التي اقتبستها سهيلة بلحوالة عن مجموعة نصوص محمد بن قطاف بتقديم مشاهد عن مراحل وكفاح ونضال "محمد" المستمر في فترة الاستعمار الفرنسي وحتى بعد استرجاع السيادة الوطنية. وقد أقام "محمد" جسر الثورة وعلق عليه مفاهيم أخرى تراوحت بين اليأس والأمل لتتشتت الخيبة ولم تترك لها المجال لتتطور حتى النهاية وإنما تختفي لتحل محلها آمال وهي آمال الجيل الجديد التي حتى وإن نسيها "محمد" أو يئس من وعودها ليستنجد "محمد" عند يأسه باستحضار والدته. واستعرضت المسرحية أساسا هموم وطموحات الفرد تجاه قضايا مرتبطة بحياته وتاريخيه على خلفية الثورة التحريرية الجزائرية التي جندت الشعب بمختلف فئاته لمواجهة قوات الطغيان. ولفت مخرج هذا العمل سيد أحمد قارة إلى أن هذه المسرحية تم عرضها الشرفي يوم 11 نوفمبر الجاري بالمسرح الوطني الجزائري مشيرا إلى أن هذا العمل المسرحي تم إعداده في إقامة مغلقة لأزيد من شهر في مدينة مليانة (عين الدفلى) بمشاركة 12 ممثلا وراقصا وذلك تحت تأطير لكل من الكوريغرافي ريشار بونو سالتي وسينوغرافيا مراد بوشهير . وجاءت هذه المسرحية في قالب المسرح التجريبي المعاصر وذلك باعتماد تقنيات المسرح المعاصر الموجه لأكبر عدد من الجمهور. من جهته أفاد مدير المسرح الجهوي لسوق أهراس عز الدين جبالي بأنه سيتم مساء اليوم الخميس في ختام تقديم عرض هذه المسرحية لليوم الثاني على التوالي تكريم الفنان المسرحي القدير محمد بن قطاف.